شرح المواقف - القاضى الجرجانى - ج ٨ - الصفحة ٢٥٥
إلى الثلاثة المذكورة فيكون المجموع سبعة (و) الجواب (عن الرابعة إن ما نقل منه آحادا فمردود) لأنه مما تتوفر الدواعي إلى نقله فلا بد أن ينقل تواترا (وما نقل) منه (متواترا فهو مما قال الرسول عليه الصلاة والسلام أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها كاف شاف) فلا يكون الاختلاف اللفظي أو المعنوي الواقع في المنقول المتواتر قادحا في إعجازه بل هو أيضا من صفات كماله (وعن الخامسة إن المراد) بالاختلاف المنفي عن القرآن هو (الاختلاف في البلاغة) بحيث يكون بعضه واصلا حد البلاغة وبعضه قاصرا عنه (فإن الكلام الطويل ولو من أبلغ شخص لا يخلو عن غث وسمين وركيك ومتين عادة) والقرآن مع طوله خال عن أمثال ذلك إذ هو بجميع أجزائه متصف بالبلاغة الكاملة وإن تفاوتت أجزاؤه في مراتبها (أو المراد اختلاف أهل الكتاب فيما أخبر عن القصص لعدم ثبوتها عندهم)
____________________
المراد الخ) وقيل هذا الكلام لنفي توهم أن الواو بمعنى أو إذ قد يكون بمعناها فلا يجب حينئذ صيام جميع العشرة لأن أو قد تكون بمعنى التخيير فكذا ما هو بمعناها (قوله وما نقل منه متواترا فهو مما قال الرسل عليه السلام أنزل القرآن على سبعة أحرف الخ) لا يخفى أن هذا الجواب لا يفيد ما لم يتبين معنى الاختلاف المنفي في الآية الكريمة كما لا يخفى على المتأمل في تقرير الشبهة فالصواب أن يبين معنى الاختلاف كما بينه في جواب الخامسة هذا واعلم إن أصوب محمل يحمل عليه قوله عليه السلام على سبعة أحرف ما حام حوله إلا الإمام عبد الله بن مسلم بن قتيبة الهمداني قدس سره من أن المراد بسبعة أحرف سبعة أنحاء من الاعتبار متفرقة في القرآن لكن ذكر بعض المحققين إن حق تلك الأنحاء أن ترد إلى اللفظ والمعنى دون صورة الكتابة لما أن النبي عليه السلام كان أماميا عرف الكتابة ولا صور الكلم فيتأتى منه اعتبار صورتها ووجه انحصارها في السبعة إن الاختلاف بين القراءتين إما أن يكون راجعا إلى إثبات كلمة وإسقاطها وأنه نوعان أحدهما أن لا تتفاوت المعنى مثل وما عملت أيديهم في موضع وما عملته لاستدعاء الموصول الراجع وثانيهما أن يتفاوت مثل قراءة بعض إن الساعة آتية أكاد أخفيها من نفسي وأما راجعا إلى تغيير نفس التكلم وإنه ثلاثة أنواع أحدها أن يتغير الكلمتان والمعنى واحد مثل ويأمرون الناس بالبخل وبالبخل وثانيهما أن يتغير الكلمتان وبتضاد المعنى مثل إن الساعة آتية أكاد أخفيها بضم الهمزة بمعنى أكتمها وأخفيها بفتح الهمزة بمعنى أظهرها وثالثها أن يتغير الكلمتان ويختلف المعنى مثل كالصوف المنفوش في موضع كالعهن المنفوش وأما أن يكون راجعا إلى أمر عارض للفظ وإنه نوعان أحدهما مثل وجاءت سكرة الحق بالموت بدل سكرة الموت بالحق وثانيهما الإعراب مثل إن ترن أنا أقل وأنا أقل فهذه سبعة وجوه من الاختلاف (قوله بعضه واصلا حد البلاغة وبعضه قاصرا عنه) عبارة الكشاف هكذا وكان بعضه بالغا حد الاعجاز وبعضه قاصرا عنه ولما كان يورد عليها إن الاختلاف بهذا المعنى موجود في القرآن لأن مقدار آية وآيتين لا يجب أن يكون معجزا بالاتفاق فكيف يستدل بانتفائه على أنه من عند الله تعالى وأيضا هذا يدل على أن البشر يقدر على تأليف كلام معجز عدل عنه الشارح إلى قوله حد البلاغة وأراد به مرتبة البلاغة لا نهايتها التي هي مرتبة الاعجاز حتى
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الموقف الخامس في الإلهيات 2
2 المرصد الأول في الذات وفيه مقاصد 2
3 المقصد الأول 2
4 المقصد الثاني 14
5 المقصد الثالث 18
6 المرصد الثاني وفيه مقاصد 19
7 المقصد الأول 19
8 المقصد الثاني 25
9 المقصد الثالث 26
10 المقصد الرابع 27
11 المقصد الخامس 28
12 المقصد السادس 31
13 المرصد الثالث في توحيده تعالي 39
14 المرصد في الرابع في الصفات الوجودية 44
15 المقصد الأولى في اثبات الصفات 44
16 المقصد الثاني في قدرته 49
17 المقصد الثالث 64
18 المقصد الرابع 80
19 المقصد الخامس 81
20 المقصد السادس 87
21 المقصد السابع 91
22 المقصد الثامن 104
23 المرصد الخامس وفيه مقصدان 115
24 المقصد الأول 115
25 المقصد الثاني 143
26 المرصد السادس في أفعاله تعالى 145
27 المقصد الأول 145
28 المقصد الثاني 159
29 المقصد الثالث 168
30 المقصد الرابع 173
31 المقصد الخامس 181
32 المقصد السادس 195
33 المقصد السابع 200
34 المقصد الثامن 202
35 المرصد السابع في أسماء الله تعالي 207
36 المقصد الأول 207
37 المقصد الثاني 209
38 المقصد الثالث 210
39 الموقف السادس في السمعيات 217
40 المرصد الأول في النبوات 217
41 المقصد الأول 217
42 المقصد الثاني 222
43 المقصد الثالث 230
44 المقصد الرابع 243
45 الكلام علي القرآن 243
46 المقصد الخامس 263
47 المقصد السادس 280
48 المقصد السابع 281
49 المقصد الثامن 283
50 المقصد التاسع 288
51 المرصد الثاني في المعاد وفيه مقاصد 289
52 المقصد الأول 289
53 المقصد الثاني في حشر الأجسام 294
54 المقصد الثالث 298
55 المقصد الرابع 301
56 المقصد الخامس 303
57 المقصد السادس 306
58 المقصد السابع 309
59 المقصد الثامن 312
60 المقصد التاسع 312
61 المقصد العاشر 314
62 المقصد الحادي عشر 317
63 المقصد الثاني عشر 320
64 المرصد الثاني في الأسماء وفيه مقاصد 322
65 المقصد الأول 322
66 المقصد الثاني 330
67 المقصد الثالث 331
68 المرصد الرابع في الإمامة 344