شرح المواقف - القاضى الجرجانى - ج ٨ - الصفحة ٢٣١
حكم باستحالتها لذاتها (الثانية من) جوزها ولكن (قال لا تخلو) البعثة (عن التكليف) بأوامر ونواه (وأنه) أي التكليف (ممتنع) فتنتفي البعثة لانتفاء لازمها (الثالثة من) جوز التكليف و (قال في العقل كفاية) في معرفة التكاليف فلا حاجة إلى البعثة بل لا فائدة فيها (الرابعة من قال بامتناع المعجزة) لأن خرق العادة محال عقلا (ولا تتصور) النبوة (دونها) أي دون المعجزة (الخامسة من) جوز وجود المعجزة لكن (منع دلالتها) على صدق مدعي النبوة (السادسة من سلم دلالتها على صدقه بالنسبة إلى من شاهدها فتفيده العلم بصدقه (ومنع إمكان العلم بها) للغائبين عنها فإن العلم بحصول المعجزة لمن غاب عنها إنما يكون (بالتواتر) وهو لا يفيد لعلم أصلا بل الظن وإنه لا يجدي في المسائل اليقينية (السابعة من) اعترف بإمكان البعثة وانتفاء الموانع السابقة لكن (منع وقوعها) فهذه هي الطوائف المنكرة لها * الأولى) منها وهو (من قال باستحالة البعثة) في نفسها (احتج) على استحالتها (بوجوه * الأول المبعوث لا بد أن يعلم إن القائل له أرسلتك) فبلغ عني (هو الله ولا طريق إلى العلم به إذ لعله من إلقاء الجن فإنكم أجمعتم على وجوده) وعلى جواز إلقائه الكلام إلى النبي (الثاني أن من يلقي إليه) أي إلى النبي (الوحي إن كان جسمانيا وجب أن يكون مرئيا) لكل من حضر حال الالقاء وليس الأمر كذلك كما اعترفتم به (وإلا) أي وإن لم يكن جسمانيا بل روحانيا (كان كذلك) أي إلقاء الوحي بطريق التكليم (منه مستحيلا) إذ لا يتصور للروحانيات كلام (الثالث (التصديق بها) أي بالرسالة (يتوقف على العلم بوجود المرسل وما) يجوز عليه (وما لا يجوز وإنه) أي العلم بما ذكر (لا يحصل إلا بغامض النظر) لأن هذا العلم أوليس ضروريا ولا من النظريات السهلة الحصول كما لا يخفى (وهو) أي ذلك النظر الموصل إلى هذا العلم (مقدور بزمان) معين كيوم أو سنة بل هو مختلف بحسب الأشخاص وأحوالهم في قوة الفهم وضعفه على مراتب غير منحصرة (فللمكلف الاستمهال) أي يجوز له أن يستمهل لتحصيل النظر (و) له (دعوى عدم العلم) في أي زمان كان (و) حينئذ (يلزم إقحام النبي وتبقى البعثة عبثا وإلا) أي وإن لم يجز له الاستمهال بل وجب عليه التصديق بلا مهملة (لزم التكليف بما لا يطاق) لأن التصديق بالرسالة بدون العلم المذكور
____________________
لا مدخل في للجعل حتى يقال إنه أيضا عادي (قوله الثالث التصديق بها الخ) فيه بحث لأن هذا الدليل لا يناسب المذهب الأول أعني دعوى استحالة البعثة في نفسها ألا يرى إلى قوله وحينئذ يلزم إفحام النبي عليه السلام ويبقى
(٢٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 226 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الموقف الخامس في الإلهيات 2
2 المرصد الأول في الذات وفيه مقاصد 2
3 المقصد الأول 2
4 المقصد الثاني 14
5 المقصد الثالث 18
6 المرصد الثاني وفيه مقاصد 19
7 المقصد الأول 19
8 المقصد الثاني 25
9 المقصد الثالث 26
10 المقصد الرابع 27
11 المقصد الخامس 28
12 المقصد السادس 31
13 المرصد الثالث في توحيده تعالي 39
14 المرصد في الرابع في الصفات الوجودية 44
15 المقصد الأولى في اثبات الصفات 44
16 المقصد الثاني في قدرته 49
17 المقصد الثالث 64
18 المقصد الرابع 80
19 المقصد الخامس 81
20 المقصد السادس 87
21 المقصد السابع 91
22 المقصد الثامن 104
23 المرصد الخامس وفيه مقصدان 115
24 المقصد الأول 115
25 المقصد الثاني 143
26 المرصد السادس في أفعاله تعالى 145
27 المقصد الأول 145
28 المقصد الثاني 159
29 المقصد الثالث 168
30 المقصد الرابع 173
31 المقصد الخامس 181
32 المقصد السادس 195
33 المقصد السابع 200
34 المقصد الثامن 202
35 المرصد السابع في أسماء الله تعالي 207
36 المقصد الأول 207
37 المقصد الثاني 209
38 المقصد الثالث 210
39 الموقف السادس في السمعيات 217
40 المرصد الأول في النبوات 217
41 المقصد الأول 217
42 المقصد الثاني 222
43 المقصد الثالث 230
44 المقصد الرابع 243
45 الكلام علي القرآن 243
46 المقصد الخامس 263
47 المقصد السادس 280
48 المقصد السابع 281
49 المقصد الثامن 283
50 المقصد التاسع 288
51 المرصد الثاني في المعاد وفيه مقاصد 289
52 المقصد الأول 289
53 المقصد الثاني في حشر الأجسام 294
54 المقصد الثالث 298
55 المقصد الرابع 301
56 المقصد الخامس 303
57 المقصد السادس 306
58 المقصد السابع 309
59 المقصد الثامن 312
60 المقصد التاسع 312
61 المقصد العاشر 314
62 المقصد الحادي عشر 317
63 المقصد الثاني عشر 320
64 المرصد الثاني في الأسماء وفيه مقاصد 322
65 المقصد الأول 322
66 المقصد الثاني 330
67 المقصد الثالث 331
68 المرصد الرابع في الإمامة 344