الأخير عن ابن دريد. وقد فرع فرعا: إذا كثر شعره، وهو ضد صلع، ومن سجعات الأساس: لابد للقرعاء من حسد الفرعاء، وكان أبو بكر رضي الله تعالى عنه أفرع، أي وافي الشعر، وقيل: ذا جمة. وكان عمر رضي الله عنه أصلع، وقد تقدم. وفي الحديث: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرع ذا جمة "، ويقال: إنه لا يقال للرجل إذا كان عظيم اللحية والجمة: أفرع، وإنما يقال: رجل أفرع لضد الأصلع. قاله ابن دريد.
والفرع: القمل، وقيل: هو الصغير منه، ويسكن. والفرعة واحدتها، وتسكن، ويقال: الفرعة: القملة العظيمة، وبتصغيرها سميت فريعة. وجمعها أفراع.
والفرعة: جلدة تزاد في القربة إذا لم تكن وفراء تامة.
وفرع الرجل في الجبل، كمنع، إذا صعد (1) وعلا، عن ابن الأعرابي، وهو مجاز، وأنشد:
أقول وقد جاوزن من صحن رابغ * صحاصح غبرا يفرع الأكم آلها (2) وقال غيره: فرع، إذا نزل وانحدر، فهو ضد.
وفرع البكر: افتضها، كافترعها، الأخير عن الجوهري، وقيل له: افتراع، لأنه أول جماعها.
ومن المجاز: فرع رأسه بالعصا والسيف فرعا: علاه بها ضربا، ويروى بالقاف أيضا، كما في الصحاح.
وفرع القوم فرعا وفروعا: علاهم بالشرف أو بالجمال. وفي حديث ابن زمل (3): " يكاد يفرع الناس طولا "، أي يعلوهم، وفي حديث سودة: " كانت تفرع الناس طولا ".
وفرع الفرس باللجام يفرعه فرعا: قدعه، كما في الصحاح، زاد غيره: وكبحه وكفه، قال أبو النجم:
* بمفرع (4) الكتفين حر عيطله * * نفرعه فرعا ولسنا نعتله * ومن المجاز: فرع بينهم يفرع فرعا: حجز، وكف، وأصلح، وعبارة الصحاح: وفرعت بينهما، أي حجزت وكففت، عن أبي نصر.
وعن أبي عدنان: الفارع: المرتفع العالي الهيئ الحسن.
قال ابن الأعرابي: الفارع: العالي، والفارع: المستفل، فهو ضد.
وفارع: حصن بالمدينة، يقال: إنه حصن حسان بن ثابت، قال مقيس بن صبابة - حين قتل رجلا من فهر بأخيه هشام بن صبابة (5) الليثي رضي الله عنه، ولحق مكة مرتدا -:
ثأرت به فهرا وحملت عقله * سراة بني النجار أرباب فارع وأدركت ثأري واضطجعت موسدا * وكنت إلى الأوثان أول راجع (6) وقال كثير يصف سحابا:
رسا بين سلع والعقيق وفارع * إلى أحد للمزن فيه غشامر وفارع: ة، بوادي السراة قرب ساية، وساية: واد عظيم قرب مكة.
وفارع: ع، بالطائف.
وقال ابن الأعرابي: الفرعة، محركة: أعوان السلطان، جمع فارع، وهو مثل الوازع.
والفوارع: تلاع مشرفات المسايل، جمع فارعة.
والفوارع أيضا: ع، قال النابغة الذبياني:
عفا ذو حسى من فرتنى فالفوارع * فجنبا أريك فالتلال الدوافع (7) وكجهينة: فريعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة، أوصى