وطار فؤاده شعاعا، أي تفرقت همومه، ويقال: ذهبت نفسي شعاعا، إذا انتشر رأيها فلم يتجه لأمر جزم.
وشعاع الشمس، وشعها، بضمهما، الأخيرة عن أبي عمرو: الذي تراه عند ذرورها كأنه الحبال أو القضبان مقبلة عليك إذا نظرت إليها، أو الذي ينتشر من ضوئها، وبه فسر قول قيس بن الخطيم على رواية من روى: " الشعاع "، بالضم، كما تقدم، أو الذي تراه ممتدا كالرماح بعيد الطلوع وما أشبهه، وقد جمع الجوهري بين القولين الأولين فقال: شعاع الشمس: ما يرى من ضوئها عند ذرورها كالقضبان. الواحدة شعاعة، بهاء، نقله الجوهري، قال: ومنه حديث ليلة القدر: " إن الشمس تطلع من غد يومها لا شعاع لها ". ج: أشعة وشعع، بضمتين، وشعاع، بالكسر، الأخير نادر.
وشع البعير بوله يشعه: فرقه وقطعه، كأشعه، نقلهما الجوهري.
وشع البول يشع، بالكسر، أو شع القوم يشع، بالكسر أيضا، الأخير عن ابن الأعرابي: تفرق وانتشر، فيه لف ونشر غير مرتب، فالانتشار للبول، وأوزغ به مثله، وأنشد ابن الأعرابي للأخطل:
فطارت شلالا وابذعرت كأنها * عصابة سبي شع أن يتقسما أي: تفرقوا حذار أن يتقسموا.
وشع الغارة عليهم شعا: وشعشعها: صبها، وكذلك شع الخيل، وشعشعها.
والشع: المتفرق من كل شيء، كالدم، والرأي، والهمم.
وقال ابن الأعرابي: الشع: العجلة، كالشعيع، وهو بمعنى المتفرق، لا بمعنى العجلة، فلو قال: الشع: المتفرق - كالشعيع - والعجلة، كان أحسن.
وقال أبو عمرو: الشع، بالضم وحق الكهول (1): بيت العنكبوت.
والشعشع: كهدهد: رجل من عبس له حديث في نوادر أبي زياد الكلابي.
وأشع الزرع: أخرج شعاعه، أي سفاه، نقله الجوهري.
وأشع السنبل: اكتنز حبه ويبس.
وأشعت الشمس: نشرت شعاعها، أي ضوءها، نقله الجوهري. قال:
إذا سفرت تلألأ وجنتاها * كإشعاع الغزالة في الضحاء وانشع الذئب في الغنم وانشل فيها، وأغار فيها، واستغار، بمعنى واحد.
وشعشع الشراب شعشعة: مزجه، نقله الجوهري، زاد غيره بالماء، وقيل: المشعشعة: الخمر التي أرق مزجها.
وشعشع الثريدة الزريقاء: سغبلها بالزيت، وفي حديث واثلة بن الأسقع: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بقرص، فكسره في صحفة، ثم صنع فيها ماء سخنا، وصنع فيها ودكا (2)، وصنع منه ثريدة، ثم شعشعها، ثم لبقها، ثم صعنبها " (3) قال بعضهم: شعشع الثريدة، أي رفع رأسها، كذلك صعلكها وصعنبها، ويقال: صعنبها: رفع صومعتها، وحدد رأسها، قيل: شعشعها: طوله، أي طول رأسها، مأخوذ من الشعشاع، وهو الطويل من الناس، فالضمير راجع إلى الرأس، أو شعشعها: أكثر ودكها، قاله ابن دريد، قال غيره: أكثر سمنها، وهو قول ابن شميل، والشعشعة في الخمر أكثر منه في الثريد.
وشعشع الشيء: خلط بعضه ببعض، وبه فسر ابن المبارك حديث واثلة الذي ذكر، قال: كما يشعشع الشراب بالماء: إذا مزج به، ورويت هذه اللفظة: سغسغها، بسينين مهملتين، وغينين معجمتين، أي رواها دسما (4)، كما سيأتي.