كضرب، ويحرك، مصدر رضع كسمع (1) ورضاعا ورضاعة بفتحهما، أما الأول فمصدر رضع رضاعا، كسمع سماعا، ونقله الجوهري ويكسران قال الله تعالى: (أن يتم الرضاعة) (2) بفتح الراء، وقرأ أبو حيوة، وأبو رجاء، والجارود، وابن أبي عبلة: " أن يتم الرضاعة " بكسر الراء، ورضعا، ككتف، فهو راضع، ج: رضع، كركع، وهو رضع، ككتف، ج: رضع، كعنق: امتص ثديها. وفي الحديث: " انظرن ما إخوانكن، فإنما الرضاعة من المجاعة "، قال ابن الأثير: الرضاعة بالفتح والكسر: الاسم من الإرضاع (3)، فأما من الرضاعة: اللؤم فالفتح فقط. وتفسير الحديث: أن الرضاع الذي يحرم النكاح إنما هو في الصغر عند جوع الطفل، فأما في حال الكبر فلا (4).
والرضوعة التي ترضع ولدها، وخص أبو عبيدة به الشاة ترضع.
والراضعتان: ثنيتا الصبي المتقدمتان اللتان يشرب عليهما اللبن. ج: رواضع، وقيل: الرواضع: ما نبت من أسنان الصبي ثم سقط في عهد الرضاع، يقال منه: سقطت رواضعه، ويقال: الرواضع: ست من أعلى الفم، وست من أسفله.
ومن المجاز: رضع الرجل، ككرم، نقله الجوهري والزمخشري، وقال ابن عباد: رضع الرجل أيضا مثل منع رضاعة، بالفتح لا غير. ومنه رجز يروى لفاطمة - رضي الله عنها -:
* ما بي من لؤم ولا رضاعه * قال الجوهري: قالوا: رضع الرجل بالضم، كأنه كالشيء يطبع عليه، وقال الزمخشري: ولما نقل إلى معنى المبالغة في اللؤم بنوا فعله على فعل، فقالوا: رضع رضاعة، فهو راضع ورضع (*) ورضاع، كشداد، من قوم رضع ورضاع، كركع وكفار، أي لؤم، أي صار لئيما، ومنه قول سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: " واليوم يوم الرضع ".
أي: اليوم يوم هلاك اللئام. وفي حديث ثقيف: قالت عجوز منهم: " أسلمها الرضاع، وتركوا المصاع ".
أي: اللئام، والمصاع: المضاربة بالسيف والاسم: الرضع، محركة، وككتف.
و (5) قال اليمامي: الراضع: اللئيم الذي رضع اللؤم من ثدي أمه، يريد أنه ولد في اللؤم. وهو مجاز.
وقيل: الراضع: الراعي الذي لا يمسك معه محلبا، فإذا سئل اللبن اعتل بذلك، أي بأنه لا محلب له، وإذا أراد الشرب رضع حلوبته. وقيل: اللئيم الراضع: من يأكل الخلالة من بين أسنانه لؤما لئلا يفوته شيء.
وقال ابن عباد: اللئيم الراضع: من يرضع الناس، أي يسألهم. قلت: وبه فسر ابن الأعرابي قول جرير:
ويرضع من لاقى وإن ير مقعدا * يقود بأعمى فالفرزدق سائله قال: أي يستعطيه ويطلب منه، أي لو رأى هذا لسأله. وهذا لا يكون؛ لأن المقعد لا يقدر أن يقوم فيقود الأعمى.
وفي الأساس: وتقول: استعذ بالله من الرضاعة، كما تستعيذ به من الضراعة. ونقل ابن الأثير أيضا مثل ذلك.
وفي الصحاح: قولهم: لئيم راضع، أصله زعموا أن رجلا كان يرضع إبله أو غنمه (6)، ولا يحتلبها لئلا يسمع صوت حلبه فيطلب منه. وقال ابن دريد: كان هذا في الحديث في العمالقة، فكثر حتى صار كل لئيم راضعا فقل ذلك الفعل أو لم يفعل. قال وأصل الحديث أن رجلا من العماليق طرقه ضيف ليلا فمض ضرع شاته، لئلا يسمع الضيف صوت الشخب.
قال: والرضاعة: كسحابة: اسم الدبور، أو ريح بينها وبين الجنوب، وذلك لأنها إذا هبت على اللقاح رضعت ألبانها، أي قلت، وهو مجاز.