وألحقني بالصالحين) (١)؟ فنزل جبرئيل فقال له: يا يوسف أخرج يدك، فأخرجها فخرج من بين أصابعه نور.
فقال: ما هذا النور يا جبرئيل؟ فقال: هذه النبوة أخرجها الله من صلبك، لأنك لم تقم لأبيك، فحط الله نوره ومحا النبوة من صلبه، وجعلها في ولد لاوي أخي يوسف، وذلك لأنهم لما أرادوا قتل يوسف قال: ﴿لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب﴾ (٢) فشكر الله له ذلك، ولما أرادوا أن يرجعوا إلى أبيهم من مصر وقد حبس يوسف أخاه قال: ﴿لن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين﴾ (3). فشكر الله له ذلك، فكان أنبياء بني إسرائيل من ولد لاوي، وكان موسى من ولد لاوي، وهو موسى بن عمران بن يهصر بن واهث بن لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
فقال يعقوب لابنه: يا بني أخبرني ما فعل بك إخوتك حين أخرجوك من عندي؟ قال: يا أبت اعفني من ذلك، قال: أخبرني ببعضه؟
فقال: يا أبت إنهم لما أدنوني من الجب قالوا: انزع قميصك، فقلت لهم:
يا إخوتي، اتقوا الله ولا تجردوني، فسلوا علي السكين، وقالوا: لئن لم تنزع لنذبحنك، فنزعت القميص، وألقوني في الجب عريانا، قال: فشهق يعقوب شهقة وأغمي عليه، فلما أفاق قال: يا بني حدثني. فقال: يا أبت، أسألك بإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب إلا أعفيتني، فأعفاه.