المتون الحديثية والمصادر التأريخية. ومن ذلك ما أخرجه الدارقطني بسنده المزعوم عن الامام الباقر (عليه السلام) أنه قال: " أجمع بنو فاطمة، رضي الله عنهم، أن يقولوا في الشيخين أحسن ما يكون من القول " (1). وفي موضع آخر للدارقطني أيضا عن سالم عن أبي حفصة قال: قال لي جعفر: " يا سالم، أيسب الرجل جده، أبو بكر جدي "؛ وروي أيضا أنه قال: دخلت على جعفر بن محمد وهو مريض، فقال: " اللهم إني أحب أبا بكر وعمر وأتولاهما " (2). وهذه السياسة في وضع تلك الروايات المزعومة واضحة البطلان من حيث السند والدلالة والفحوى. وكل ما أريد منها إثبات حق الخليفة الأول في الخلافة وحق الثاني في الوصاية، وإنكار ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومن بعده ذرية المصطفى (صلى الله عليه وآله)، خلافا لوصية رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غدير خم. 4 - سياسة قلب الروايات بحيث تظهر الإمام الباقر (عليه السلام) في موقف ضعف أمام استدلالات رائد مدرسة القياس أبو حنيفة. ومنها ما رواه الشيخ أبو زهرة مستلا من " مسند أحمد " - لكنه لم يذكر بدقة تفصيلات ما استقاه (3) - حول مناقشة مزعومة جرت بين الامام الباقر (عليه السلام) وأبو حنيفة الذي اشتهر بكثرة القياس في الفقه: " قال الامام الباقر: أنت الذي حولت دين جدي وأحاديثه إلى القياس. قال أبو حنيفة: أجلس مكانك كما يحق لي، فإن لك عندي حرمة! كحرمة جدك (صلى الله عليه وآله) في حياته على أصحابه، فجلس، ثم جثا أبو حنيفة بين يديه، ثم قال:
اني أسألك عن ثلاث كلمات، فأجبني: الرجل أضعف أم المرأة؟ قال الباقر:
المرأة أضعف. قال أبو حنيفة: كم سهم المرأة في الميراث؟ قال الباقر: للرجل