نهاية المطاف:
لم نكن نريد به عنوانا يحمل هذا الكتاب بقدر ما أردنا به مركزا نتوقف عنده لمراجعة الذات.. ومطابقة الأعمال والممارسات اليومية مع هذه السيرة التي أتينا على نهايتها، إلى كم نحن سائرون على خطواته سواء مع مجتمعه أو أسرته أو مع نفسه مقتفون؟؟ وإلى أي مدى نحن لمنهجه وآثاره متبعون؟؟
أطلاب حقيقة نحن أم طلاب سيادة؟؟
أطلاب كمال نحن أم طلاب مال؟؟؟
أطلاب مبادئ أم طلاب جاه؟
فإذا كنا نقتفي أثر الحق والحقيقة.. وإذا كنا نبتغي مدارج الكمال على كل الأصعدة. وإذا كنا نبحث عن المبادئ وننادي بها فقد تجسدت هذه القيم في سيرة الإمام الباقر (عليه السلام) بأسمى معانيها. ولا نتصور أنه (عليه السلام) كان يحث الخطى وراء تلك المفردات ليصل إلى أعلاها مرتبة، بل هو ذاته، روحي فداه، في ذروة المجد والعلياء ومنه تأخذ المفردات معانيها، فهو لب الإصالة ومنبع كل فضيلة وينبوع الحكمة والموعظة الحسنة.
أما إذا كنا لاهثين وراء سراب السيطرة والتسلط وامتلاك الثروات وتسنم المراتب والمناصب.. فإن سيرة الامام الباقر (عليه السلام) قد مثلت هذه المرتكزات الثلاثة بوجوهها الإيجابية.
ومن خلال إلقاء نظرة فاحصة في سيرته المعطاء يتبين لنا جليا كيف ساد إخوته وعشيرته وعظماء عصره وعلى رغم كل ذلك كان يجتهد في العمل ليكسب عيشه ويكف نفسه عن الناس، ويعتبر العمل والكسب طاعة من طاعات الله تبارك وتعالى، وهكذا جاءت كلمته (عليه السلام) أبلغ موعظة لمن أراد أن