5 - علم الكلام وبحث الامام أبو جعفر في كثير من محاظراته المسائل الكلامية، وسئل عن أعقد المسائل وأدقها في بحوث هذا العلم فأجاب عنها، ومن الجدير بالذكر أن عصر الإمام كان من أشد العصور الإسلامية حساسية فقد امتد فيه الفتح الإسلامي إلى أغلب مناطق العالم وشعوب الأرض فأثار ذلك موجة من الحقد في نفوس المعادين للإسلام من الشعوب المغلوبة على أمرها، ومن غيرها، فقاموا بحملة دعائية ضد العقيدة الإسلامية فأذاعوا الشكوك والأوهام بين أبناء المسلمين، وقد شجعت الحكومات الأموية المتعاقبة الأفكار المعادية للإسلام، فلم يؤثر عن أي أحد من ملوك بني أمية أنه قاومها أو تصدى لإيقافها وعدم نشرها بين المسلمين ولم يكن هناك أحد قد انبرى إلى إنقاذ المسلمين في ذلك العصر سوى الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فقد تصدى إلى تزييفها والرد عليها ببالغ الحجة والبرهان.
وعلى أي حال فقد اخترنا من جملة المباحث الكلامية - التي اشتهرت عنه (عليه السلام) والتي كانت محل إثارة وتشويش آنذاك - مبحثي التوحيد والإمامة.
أولا - التوحيد:
تناول الإمام الباقر (عليه السلام) أهم مسائل التوحيد، باعتباره يشكل الحجر الأساس والمحور الذي يدور عليه أي منهاج عقيدي، كما يعتبر أحد المباني الرئيسة لكل مشروع إلهي. فهو مثلا يتصدر أول خمسة أصول تشكل مجتمعة جوهر الدين الإسلامي ولبابه وهي التوحيد، العدل، النبوة، الإمامة والمعاد،