فكيف لا أعرف ما جعل فيه من السم ولكن قدر أن تكون شهادتي هكذا، فلذا قال (عليه السلام) السرج معلق عندهم، لئلا يقربه أحد، أو ليكون حاضرا يوم ينتقم من الكافر في الرجعة.
ما أوصى به عند وفاته روى الكليني بسنده عن الصادق (عليه السلام) قال: ان أبي استودعني ما هنالك (يعني ما كان محفوظا عنده من الكتب والسلاح وآثار الأنبياء وودائعهم) فلما حضرته الوفاة قال ادع لي شهودا، فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر فقال اكتب: هذا ما وصى به يعقوب بنيه يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وأنتم مسلمون. وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد وأمره ان يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه يوم الجمعة وان يعممه بعمامته وان يربع قبره ويرفعه اربع أصابع وان يحل عنه أطماره عند دفنه. ثم قال للشهود انصرفوا رحمكم الله، فقلت له: يا أبت ما كان في هذا بأن يشهد عليه، فقال: يا بني كرهت أن تغلب، وان يقال انه لم يوص اليه، فأردت ان تكون لك الحجة.
أراد (عليه السلام) ان يعلمهم انه وصيه وخليفته والامام بعده.
وروى الكليني أيضا بسنده عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: ان أبي قال لي ذات يوم في مرضه، يا بني ادخل أناسا من قريش من أهل المدينة حتى أشهدهم، فأدخلت عليه أناسا منهم فقال: يا جعفر إذا انا مت فغسلني وكفني، وارفع قبري اربع أصابع، ورشه بالماء، وفي رواية نفس المصدر، قال (عليه السلام): كتب أبي وصيته ان أكفنه في ثلاثة أثواب، أحدهما رداء له حبرة كان يصلى فيه يوم الجمعة، وثوب آخر، وقميص، فقلت لأبي لم تكتب هذا، فقال أخاف ان يغلبك