أخلاقه، وصفاته، وعبادته.. فكان معتدل القامة، أسمر اللون، جعد الشعر، رقيق البشرة، ضامر الكشح (1)، حسن الصوت، على خده خال (2).
تسميته ولقبه:
الذي يظهر من رواية الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري أن الإمام الباقر (عليه السلام) قد استأثر جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمر تحديد اسمه ولقبه، حيث نقل عن ابن الزبير محمد بن مسلم المكي أنه قال: كنا عند جابر بن عبد الله فأتاه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد وهو صبي، فقال لابنه: قبل رأس عمك، فدنا محمد بن علي من جابر فقبل رأسه، فقال جابر: من هذا؟ وكان قد كف بصره.
فقال له علي: هذا ابني محمد، فضمه جابر إليه وقال: يا محمد! محمد رسول الله يقرأ عليك السلام. فقالوا لجابر: كيف ذلك يا أبا عبد الله؟ فقال: كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحسين في حجره وهو يلاعبه، فقال: يا جابر يولد لابني الحسين ابن يقال له علي، إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين فيقوم علي بن الحسين، ويولد لعلي ابن يقال له محمد، يا جابر إن رأيته فاقرأه مني السلام، واعلم أن بقاءك بعد رؤيته يسير (3). فلم يعش جابر بعد ذلك إلا قليلا - قيل ثلاثة أيام - ومات. وعقب العلامة أبو الحسن الإربلي بعد نقله الرواية بقوله: وهذه وإن كانت منقبة واحدة فهي عظيمة تعادل جملا من المناقب.
وروي الخبر بطرق مختلفة وبألفاظ فيها اختلاف يسير عن بعضها، وكلها تجمع على أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) هو الذي سماه محمدا، وأنبأ بأن الله يهب له النور والحكمة، وأنه يبقر علم الدين بقرا (4).