لولا انقطاع الوحي بعد محمد * قلنا: محمد من أبيه بديل هو مثله في الفضل إلا أنه * لم يأته برسالة جبريل (1) لقد ابتعد الإمام (عليه السلام) عن كل ما ينافي الوقار وسمو الشخصية، ولم ير ضاحكا، وإذا ضحك يقول: اللهم لا تمقتني (2).
وأما خبر عكرمة الذي نقله السيد الأمين العاملي في أعيانه عن المناقب لابن شهرآشوب فهو الآخر يعطيك أوضح الصور عن مدى الهيبة التي تدخل قلب من يلقى الإمام محمد بن علي (عليه السلام).
فعن أبي حمزة الثمالي في خبر: لما كانت السنة التي حج فيها أبو جعفر محمد بن علي (عليه السلام) ولقيه هشام بن عبد الملك أقبل الناس ينثالون عليه.
فقال عكرمة: من هذا الذي عليه سيماء زهرة العلم لأجربنه، فلما مثل بين يديه ارتعدت فرائصه وأسقط في يده، وقال: يا بن رسول الله، لقد جلست مجالس كثيرة بين يدي ابن عباس وغيره فما أدركني ما أدركني آنفا.
فقال له أبو جعفر (عليه السلام): ويلك يا عبيد أهل الشام إنك بين يدي بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه (3).
في محراب العبادة إذا كان أهل البيت (عليهم السلام) قد تعرضوا لشتى المحن التي صبتها عليهم عهود الانحراف عن الخط الرسالي، فإن تلك المحن كانت تستهدف رسالتهم بالذات ابتداء، وحتى عمليات تصفيتهم جسديا جاءت بسبب ما يحملون من رسالة