موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ٢٢٣
1566 - الغارات عن زاذان: انطلقت مع قنبر إلى علي (عليه السلام) فقال: قم يا أمير المؤمنين، فقد خبأت لك خبيئة. قال: فما هو (1)؟ قال: قم معي. فقام وانطلق إلى بيته، فإذا باسنة (2) مملوءة جامات (3) من ذهب وفضة، فقال: يا أمير المؤمنين، إنك لا تترك شيئا إلا قسمته، فادخرت هذا لك.
قال علي (عليه السلام): لقد أحببت أن تدخل بيتي نارا كثيرة! فسل سيفه فضربها، فانتثرت من بين إناء مقطوع نصفه أو ثلثه. ثم قال: اقسموه بالحصص. ففعلوا، فجعل يقول:
هذا جناي وخياره فيه * إذ كل جان يده إلى فيه (4) يا بيضاء غري غيري، ويا صفراء غري غيري! (5) 1567 - الاختصاص - في ذكر طعام الإمام علي (عليه السلام) -: سمع مقلى في بيته، فنهض وهو يقول: في ذمة علي بن أبي طالب مقلى الكراكر (6)؟! قال: ففزع عياله

(١) كذا في المصدر، وفي تاريخ دمشق والأموال: " فما هي "، وهو أنسب.
(٢) الباسنة: كالجوالق [: وعاء من الأوعية] غليظ يتخذ من مشاقة الكتان أغلظ ما يكون، ومنهم من يهمزها. وقال الفراء: البأسنة: كساء مخيط يجعل فيه طعام (لسان العرب: ١٣ / ٥٢).
(٣) جمع جام - والواحدة جامة -: من الآنية (المحيط في اللغة: ٧ / ٢٠٦).
(٤) هذا مثل أول من قاله عمرو ابن أخت جذيمة الأبرش، وأراد علي (رضي الله عنه) بقولها أنه لم يتلطخ بشيء من فيء المسلمين بل وضعه مواضعه. والجنا: اسم ما يجتنى من الثمر (النهاية: ١ / ٣٠٩).
(٥) الغارات: ١ / ٥٥، المناقب للكوفي: ٢ / ٣٣ / ٥١٩ نحوه وراجع المناقب لابن شهر آشوب:
٢ / ١٠٨ وتاريخ دمشق: ٤٢ / ٤٧٧ و ٤٧٨ والأموال: ٢٨٤ / ٦٧٤.
(٦) قوله (عليه السلام): " في ذمة علي مقلى الكراكر " استفهام استنكاري حذفت منه أداة الاستفهام؛ وكان مفاده: أن ما يقلى في بيته (عليه السلام) من لحم في ذمته ومحاسب عليه إن كان دخوله بيته من غير ما أحله الله له. وكأنه (عليه السلام) عبر بالكراكر كناية عن اللحم الطيب؛ فإن الكراكر - كما عن ابن الأثير -:
جمع كركرة: زود [: صدر] البعير الذي إذا برك أصاب الأرض، وهي ناتئة عن جسمه كالقرصة. ومنه حديث عمر " ما أجهل عن كراكر وأسنمة "؛ فإنها من أطايب ما يؤكل من الإبل (النهاية: ٤ / 166).
(٢٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 228 ... » »»
الفهرست