موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ٢٢٨
فلهزه (1) علي وقال: إن هذا شيء لو كان لي فعلت، ولكن إنما ذا شيء لله (2).
1580 - الكامل في التاريخ - في ذكر عبيد الله بن الحر الجعفي (3) -: لما قتل
(١) اللهز: الضرب بجمع الكف في الصدر (النهاية: ٤ / ٢٨١).
(٢) تاريخ دمشق: ٤٢ / ٤٨٨، البداية والنهاية: ٨ / ٥؛ المناقب للكوفي: ٢ / ٥٧ / ٥٤٥ نحوه.
(٣) عبيد الله بن الحر الجعفي: كان من الشجعان الأبطال ومن أصحاب عثمان، فلما قتل عثمان انحاز إلى معاوية وقال: أما إن الله ليعلم أني أحب عثمان، ولأنصرنه ميتا. فخرج إلى الشام وشهد مع معاوية صفين، ولم يزل معه حتى قتلعلي (عليه السلام) (تاريخ الطبري: ٦ / ١٢٨، الكامل في التاريخ: ٣ / ٢٥).
وبعد قيام الإمام الحسين (عليه السلام) خرج من الكوفة كراهة أن يدخلها الإمام (عليه السلام) وهو بها وقال: والله ما أريد أن أراه ولا يراني (تاريخ الطبري: ٥ / ٤٠٧).
ولما نزل الإمام (عليه السلام) قصر بني مقاتل ورأى فسطاطه أرسل بعض أصحابه إليه ليدعوه إلى نصره، فلم يجب دعوته (الأمالي للصدوق: ٢١٩) فأخذ الإمام (عليه السلام) نعليه فانتعل، ثم قام فجاءه حتى دخل عليه فسلم وجلس، ثم دعاه إلى الخروج فلم يجبه (تاريخ الطبري: ٥ / ٤٠٧).
وبعد قتل الإمام (عليه السلام) دخل على ابن زياد فعاتبه لعدم نصرة جيش يزيد على الإمام (عليه السلام)، فغاض وخرج حتى أتى كربلاء، فنظر إلى مصارع القوم فاستغفر لهم وقال في ذلك:
يقول أمير غادر حق غادر * ألا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمه!
فيا ندمي ألا أكون نصرته * ألا كل نفس لا تسدد نادمه وإني لأني لم أكن من حماته * لذو حسرة ما إن تفارق لازمه سقى الله أرواح الذين تأزروا * على نصره سقيا من الغيث دائمه وقفت على أجداثهم ومجالهم * فكاد الحشا ينفض والعين ساجمه لعمري لقد كانوا مصاليت في الوغى * سراعا إلى الهيجا حماة خضارمه تآسوا على نصر ابن بنت نبيهم * بأسيافهم آساد غيل ضراغمه فإن يقتلوا فكل نفس تقية * على الأرض قد أضحت لذلك واجمه وما إن رأى الراؤون أفضل منهم * لدى الموت سادات وزهرا قماقمه أ تقتلهم ظلما وترجو ودادنا * فدع خطة ليست لنا بملائمه!
لعمري لقد راغمتمونا بقتلهم * فكم ناقم منا عليكم وناقمه أهم مرارا أن أسير بجحفل * إلى فئة زاغت عن الحق ظالمه فكفوا وإلا ذدتكم في كتائب * أشد عليكم من زحوف الديالمه (تاريخ الطبري: ٥ / ٤٧٠).
ثم ثار هو وأولاده فقتل ونهب، ولم يقتصر على نهب الأموال الشخصية بل نهب الأموال العامة.
واستمر في ثورته زمان المختار ومصعب، وانتهى به الأمر إلى مؤازرة عبد الملك بن مروان، وقتل في الحرب مع جيش مصعب (تاريخ الطبري: ٦ / 128 - 138).