موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ٢١٦
5 / 15 - 3 عقيل 1552 - الإمام الصادق (عليه السلام): لما ولي علي (عليه السلام) صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إني والله لا أرزؤكم (1) من فيئكم درهما ما قام لي عذق (2) بيثرب، فليصدقكم أنفسكم (3)، أفتروني مانعا نفسي ومعطيكم؟
قال: فقام إليه عقيل فقال له: والله لتجعلني وأسود بالمدينة سواء! فقال: اجلس، أ ما كان هاهنا أحد يتكلم غيرك! وما فضلك عليه إلا بسابقة أو بتقوى! (4) 1553 - الإمام علي (عليه السلام): والله لان أبيت على حسك السعدان مسهدا (5)، أو أجر في الأغلال مصفدا، أحب إلي من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد، وغاصبا لشيء من الحطام! وكيف أظلم أحدا لنفس يسرع إلى البلى قفولها (6)، ويطول في الثرى حلولها؟!
والله، لقد رأيت عقيلا وقد أملق حتى استماحني من بركم صاعا، ورأيت صبيانه شعث الشعور، غبر الألوان من فقرهم، كأنما سودت وجوههم بالعظلم (7)،

(١) ما رزأ فلانا شيئا: أي ما أصاب من ماله شيئا ولا نقص منه (لسان العرب: ١ / ٨٥).
(٢) العذق: النخلة (النهاية: ٣ / ١٩٩).
(٣) أي ارجعوا إلى أنفسكم وأنصفوا، وليقل أنفسكم لكم صدقا في ذلك (مرآة العقول: ٢٦ / ٧٢).
(٤) الكافي: ٨ / ١٨٢ / ٢٠٤ عن محمد بن مسلم، تنبيه الخواطر: ٢ / ١٥١، الاختصاص: ١٥١ نحوه.
(٥) السعدان: نبت ذو شوك، ومنبته سهول الأرض، وهو من أطيب مراعي الإبل ما دام رطبا. ولهذا النبت شوك يقال له حسكة السعدان. والسهاد: نقيض الرقاد، وفلان يسهد: لا يترك أن ينام (لسان العرب:
٣
/ ٢١٥ وص ٢٢٤).
(٦) أي رجوعها. يقال: قفل من سفره: أي رجع (انظر: المصباح المنير: ٥١١).
(٧) العظلم: عصارة بعض الشجر وقيل هو الوسمة (لسان العرب: ١٢ / 412).
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»
الفهرست