موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ٢٥٨
ارتوى من آجن (1) واكتنز من غير طائل جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على غيره، وإن خالف قاضيا سبقه، لم يأمن أن ينقض حكمه من يأتي بعده، كفعله بمن كان قبله، وإن نزلت به إحدى المبهمات المعضلات هيأ لها حشوا من رأيه، ثم قطع به، فهو من لبس الشبهات في مثل غزل العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ، لا يحسب العلم في شيء مما أنكر، ولا يرى أن وراء ما بلغ فيه مذهبا، إن قاس شيئا بشيء لم يكذب نظره، وإن أظلم عليه أمر اكتتم به، لما يعلم من جهل نفسه، لكيلا يقال له: لا يعلم، ثم جسر فقضى، فهو مفتاح عشوات، ركاب شبهات، خباط جهالات، لا يعتذر مما لا يعلم فيسلم، ولا يعض في العلم بضرس قاطع فيغنم، يذري الروايات ذرو الريح الهشيم، تبكي منه المواريث، وتصرخ منه الدماء، يستحل بقضائه الفرج الحرام، ويحرم بقضائه الفرج الحلال، لا مليء (2) بإصدار ما عليه ورد، ولا هو أهل لما منه فرط، من ادعائه علم الحق (3).
راجع: كتاب " الإرشاد ": 1 / 194 - 222.
كتاب " قضاء أمير المؤمنين (عليه السلام) للتستري ".
7 / 8 مباشرة الإمام القضاء بنفسه 1665 - عوالي اللآلي: روي عن علي (عليه السلام): أنه كان يفعل ذلك [أي القضاء] في

(١) الماء المتغير الطعم واللون (النهاية: ١ / ٢٦).
(٢) الملئ: الثقة الغني (النهاية: ٤ / ٣٥٣).
(٣) الكافي: ١ / ٥٥ / ٦ عن ابن محجوب رفعه، نهج البلاغة: الخطبة ١٧، الإرشاد: ١ / ٢٣١، الاحتجاج: ١ / ٦٢١ / ١٤٣ كلها نحوه، بحار الأنوار: ٢ / ٢٨٤ / ٢ وراجع المعيار والموازنة: ٢٨٩.
(٢٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»
الفهرست