اليهودي: أشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك وصيه، فقام أبو بكر ومن معه من المهاجرين فقبلوا رأسه (ع) وقالوا يا مفرج الكرب.
خبر آخر: روى أن يوما حضر الناس عند أمير المؤمنين (ع) وهو يخطب بالكوفة وهو يقول: سلوني قبل ان تفقدوني فأني لا أسأل عن شئ دون العرش إلا أجبت لا يقولها بعدي إلا مدع أو كذاب مفتر فقال إليه رجل من جنب مجلسه في عنقه كتاب كالمصحف فصاح رافعا صوته أيها المدعي لما لا يعلم والمتقدم لما لا يفهم أنا أسألك فأجب، قال فوثب أصحابه وشيعته من كل ناحية وهموا به فنهرهم علي (ع) وقال دعوه ولا تعجلوا فأن العجلة والبطش لا يقوم بها حجج الله ولا باعجال السائل تظهر براهين الله عز وجل، ثم التفت إلى السائل وقال سل بكل لسانك ومبلغ علمك أجبك إن شاء الله بعلم لا يختلج به الشكوك ولا يهجنه دنس ريب الزيغ ولا قوة إلا بالله، قال الرجل: كم بين المشرق والمغرب؟ قال علي: مسافة الهواء قال الرجل وما مسافة الهواء قال علي (ع) دوران الفلك، قال وما دوران الفلك قال (ع): مسيرة يوم للشمس قال صدقت، قال فمتى القيامة؟ قال: (ع) عند حضور المنية وبلوغ الآجل، قال صدقت، قال فكم عمر الدنيا؟ قال: سبعة لا تحديد. قال صدقت. قال فأين بكة من مكة؟ قال (ع): مكة أكناف الحرم وبكة موضع البيت، قال صدقت. فلم سميت مكة؟ قال لأن الله عز وجل مد الأرض من تحتها، قال صدقت. فلم سميت بكة؟ قال:
لأنها بكت رقاب الجبارين وعنوق المذنبين، قال صدقت، فأين كان الله قبل أن يخلق عرشه؟ قال (ع): سبحان من تدركه الأبصار ولا تدرك كنه صفته حملة العرش على قرب ربواتهم من كرسي كرامته ولا الملائكة من زاخر رشحات جلاله ويحك لا يقال لله أين ولا ثم ولا فيم ولا أي ولا كيف قال صدقت. فكم مقدار ما لبث عرشه على الماء من قبل أن يخلق الأرض والسماء؟ قال أتحسن أن تحسب؟ قال الرجل نعم، قال (ع) لعلك لا تحسن أن تحسب قال بلى أني لا أحسن أن أحسب، قال أرأيت أن صب خردل في الأرض حتى سد الهواء وما بين الأرض والسماء ثم اذن لك على ضعفك أن تنقله حبة حبة من مقدار المشرق والمغرب ومد في عمرك وأعطيت القوة على