الله عنه قال وفي أيام عمر بن الخطاب في ليلة من الليالي دخل عمر المسجد فلما طلع الصبح رأى عمر شخصا قائما في وسط المحراب فقال عمر لمولاه نبه هذا يصلى فذهب إليه وحركه فلم يتحرك فرأى عليه ازازا فظنه امرأة فنادى امرأة من الأنصار فلما تفقدته وجدته رجلا في زي النساء محلوق اللحية مقطوع الرأس فأخبرت عمر بذلك فقال عمر لمولاه أوفى ارفعه من المحراب واطرحه في بعض زوايا المسجد حتى نصلي، فلما فرغ من الصلاة قال لعلي (ع): ما ترى في هذا الرجل قال جهزه وادفنه سيعلم امره بطفل تجدونه بالمحراب، قال عمر: من أين تقول ذلك؟ قال أخي وحبيبي رسول الله اخبرني بذلك، فلما مضى من القصة تسعة أشهر اني عمر يوما إلى المسجد لصلاة الصبح سمع بكاء الطفل في المحراب فقال صدق الله ورسوله وابن عم رسوله علي بن أبي طالب، ثم قال لغلامه أوفى ارفعه عن المحراب فلما فرغ من الصلاة وضع الطفل بين يديه ودعى بعلي، فقال أمير المؤمنين (ع) لأوفى: اطلب راضعه، فذهب يدور في المدينة إذ أقبلت امرأة من الأنصار وقالت: ان ولدي مات ومعي در كثير، فاتى إلى أمير المؤمنين فأعطاها الطفل وقال لها احفظيه وعين لها من بيت المال مبلغا وكانت ولادة الطفل في شهر محرم الحرام فلما كان العيد استكمل للطفل تسعة أشهر قال أمير المؤمنين لأوفى اذهب إلى المرضعة فأتني بها فلما حضرت قال لها أمير المؤمنين عليه السلام: آتيني بالطفل ودفع إليها ثوبا وقال لها اذهبي به إلى المصلى وانظري أيما امرأة تأتيك وتأخذه وتقول يا مظلوم يا بن المظلومة يا بن الظالم آتيني بها فلما أصبحت فعلت ما أمرها به (ع) فإذا امرأة تناديها يا حرة قفي بحق محمد بن عبد الله فلما دنت منها رفعت الخمار عن وجهها وكانت جميلة لا نظير لها في الحسن فأخذت الطفل وقبلته وقالت: يا مظلوم يا بن المظلومة يا بن الظالم ما أشبهك بولدي الذي مات وهي تبكي ثم ردته إلى المرضعة وأرادت ان تنصرف فتشبثت المرضعة بها فضجت المرأة واضطربت اضطرابا شديدا وقالت اتق الله وارفعي يدك وقالت اتق الله وارفعي يدك عني فأنك إن اتيت بأمير المؤمنين (ع) فضحني بين الملأ وانا أكون خصمك يوم القيامة قالت المرضعة ما يمكنني ان أقاربك حتى آتي بك أمير المؤمنين قالت إذا أتيت بي أمير المؤمنين لا يعطيك عطاءا بل اذهبي
(١٠١)