على عدوه ولا أرأف بوليه مني وقد خرجت فعسكرت وآمنت الناس إلا من نصب لنا حربا وأظهر لنا خلافا وانا متبع أمير المؤمنين وحافظه والسلام.
وأما معاوية فإنه لما بلغه ان محمدا بقي في مصر وان ابن خديج خرج فيها يطلب بدم عثمان هو وأصحابه وابن مخلد، كتب إليه كتابا يشكرهما ويعدهما المواساة في سلطانه وبعثه مع مولاه سبيع، فأجابه يطلب منه المدد، فبعث إليه جيشا كثيفا واستعمل عليه عمرو بن العاص، فسار حتى نزل أداني مصر فاجتمعت إليه العثمانية وكتب عمرو إلى محمد: أما بعد فتنح عني بدمك يا بن أبي بكر فاني لا أحب أن يصيبك مني ظفر ان الناس بهذه البلاد قد اجتمعت على خلافك وهم مسلموك فاخرج فاني لك من الناصحين وبعث معه كتابا لمعاوية يتهدده بقصده حصار عثمان، فأرسل محمد الكتابين إلى أمير المؤمنين " ع " وكتب يخبره بنزول عمرو بن العاص بأرض مصر وانه رأى التثاقل ممن عنده ويستمده.
فكتب أمير المؤمنين " ع " كتابا يأمره بالصبر لعدوه وقتاله وان الجيوش تنفذ إليه. فلما اتاه كتاب أمير المؤمنين " ع " قام في الناس وندبهم إلى الخرو ج على عدوهم مع كنانة بن بشر فانتدب معه الفان، وخرج محمد بعده في الفين وكنانة في مقدمته، واقبل عمرو نحو كنانة فلما دنا منه سرح الكتايب كتيبة بعد كتيبة فجعل كنانة لا تأتيه كتيبة إلا حمل عليها فألحقها بعمرو بن العاص فلما رأى ذلك بعث إلى معاوية بن خديج فأتاه هو وأصحابه فأحاطوا بكنانة وأصحابه وهجموا عليهم كالجراد المنتشر فضاربهم بسيفه حتى أثخنوه واستشهد رحمه الله، فلما بلغ خبره محمدا تفرق عنه أصحابه، واقبل نحوه عمرو وما بقى أحد إلا نفر فخرج إليه محمد ومن معه فقاتلوا قتالا شديدا فقتل أصحاب محمد وبقي وحده فشد على أصحاب عمرو حتى حركهم عن موضعهم وانهزم عنهم، فقيل انه اختبأ عند جبلة بن مسروق فدل عليه معاوية ابن خديج فأحاط به، وخرج محمد إليهم فقاتلهم حتى قتل منهم جماعة ثم قتل، وقيل: خرج يمشي في الطريق فانتهى إلى خربة في ناحية الطريق وجلس فيها واضعا رأسه في ركبته، وسار عمرو بن العاص حتى دخل الفسطاط وخرج