علمت؟ قال هو اخبرني بذلك.
فشك بعض الناس فيما قال! فقال لهم بعض علماء العصر: انظروا إلى الضربات التي في القتلى، فان كان في كل قتيل ضربة واحدة فهي ضربة أمير المؤمنين " ع " فنظروها، فإذا في كل قتيل ضربة واحدة لم تثن، فمن ضربه في رأسه نزلت الضربة إلى مذاكيره، وخرجت بين رجليه، ومن ضربه في قده قصمه نصفين، فزال الشك، وبقى في بعض النفوس شئ! فقال لهم ذلك العالم: ان كل قتيل قصم نصفين، فزنوا النصفين، فان تعادلا من دون زيادة ولا نقيصة، فهي ضربة أمير المؤمنين (ع).
فلما وزنوا وجدوهما متعادلين ولم يختلفا مقدار شعرة، فصح ان قاتل هؤلاء هو أمير المؤمنين " ع " وحمدوا الله على هذه المعجزة العظيمة.
ونقل لي بعض المشائخ انه سمع من أبيه عمن شاهد الوقعة: ان أطراف الضربات كانت كالمكواة بنار، وقالوا انهم رأوا نورا، فلما إنجلى النور وإذا بالوهابين مقتولين لعنهم الله تعالى.
ولنكتف بما نقلناه من هذه المعاجز الشريفة، وان بقى العمر نفرد لها كتابا نفيسا.
وقد ورد في فضل أرض النجف الأشرف وفضل زيارته أخبارا كثيرة فلننقل شيئا منها ونختم هذا الفصل بذلك.
عن المفضل بن عمر الخثعمي قال: دخلت على أبي عبد الله (ع) فقلت له: يا بن رسول الله اني اشتاق إلى الغري؟ قال: فما شوقك إليه؟ قلت له اني أحب ان أزور قبر أمير المؤمنين (ع) فقال لي: هل تعرف فضل زيارته؟ فقلت لا، ألا تعرفني ذلك؟
قال: إذا زرت قبر أمير المؤمنين " ع " فاعلم انك زائر عظام آدم " ع " ونوح (ع) وجسم علي، فقلت يا بن رسول الله تقولون: ان جسد آدم " ع " هبط بسرانديب في مطلع الشمس، وزعموا أن عظامه في بيت الله الحرام، فكيف صارت عظامه بالكوفة؟
فقال " ع ": ان الله عز وجل أوحى إلى نوح " ع " وهو في السفينة ان يطوف بالبيت أسبوعا، وطاف بالبيت كما أوحى الله إليه، ثم نزل في الماء إلى ركبتيه واستخرج تابوتا فيه عظام آدم " ع " فحمله في جوف السفينة، حتى طاف ما شاء الله ان يطوف.