ومجد عظمته فمجدناه فشكر الله تعالى ذلك لنا فخلق من تسبيحي السماء فسمكها والأرض فبطحها والبحار فعمقها وخلق من تسبيح علي الملائكة المقربين فجميع ما سبحت الملائكة لعلي (ع) وشيعته يا جابر أن الله عز وجل وجعل نسلنا فقذفنا في صلب آدم فأما أنا فاستقررت في جانبه الأيسر ثم أن الله عز وجل نقلنا من صلب آدم في الأصلاب الطاهرة فيما نقلني من صلب إلا ونقل عليا معي فلم نزل كذلك حتى طلعنا الله تعالى فأطلعني من ظهر طاهر وهو عبد الله ومسنود عني خير رحم وهي أمنة فلما أظهرت ارتجت الملائكة وضجت وقال الهنا وسيدنا ومولانا ما بال وليك على الا نراه مع النور الأزهر يعنون بذلك نور محمد فقال الله عز وجل أنى اعلم بوليي واشفق عليه منكم فأطلع الله عليا (ع) من ظهر طاهر من بني هاشم فمن قبل أن صار بالرحم كان رجل في ذلك الزمان يقال له المثرم بن رعيب بن الشيقان وكان من العباد وكان قد عبد الله مائة وتسعين سنة لم يسأل حاجة وكان قد جعل الله تعالى في قلبه الحكمة وألهمه حسن طاعته لربه فسأل الله تعالى ان يريه وليا له فبعث الله تعالى أبا طالب فلما بصر به المثرم قام إليه وقبل رأسه وأجلسه بين يديه ثم قال له أنت يرحمك الله تعالى فقال من تهامه فقال من عبد مناف ثم قال من هاشم فوثب العابد وقبل رأسه ثانية وقال الحمد لله الذي لم يميتني حتى أراني وليه ثم قال الأثرم يا هذا فإن العلي الأعلى ألهمني ما فيه بشارتك فقال أبو طالب وما هو قال ولد يولد من ظهرك هو ولي الله عز وجل امام المتقين ووصي رسول رب العالمين فأن أنت أدركت ذلك الولد من ظهرك فاقرأه مني السلام وقل له أن المثرم يقرئك السلام ويقول (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله به تتم النبوة وبعلي تتم الوصية) قال فبكى أبو طالب (ع) وقال ما اسم المولود قال اسمه علي، قال أبو طالب أني لا اعلم حقيقة ما تقول إلا ببرهان مبين ودلالة واضحة قال المثرم ما تريد قال أريد أن أعلم أن تقول حق من رب العالمين ألهمك ذلك قال فما تريد أن أسئل لك من الله تعالى أن يطعمك في مكانك هذا قال أبو طالب أريد طعاما من الجنة في وقتي هذا قال فدعا الراهب ربه قال جابر قال رسول الله فما استتم المثرم الدعاء حتى أوتي بطبق عليه فاكهة من الجنة وغدق رطب وعنب ورمان فجاء به المثرم إلى أبي طالب
(٣١)