فحمد الله وأثنى عليه! ثم قال أيها الناس انا قد نظرنا في أمر هذه الأمة فلم نر شيئا هو أصلح لأمرها وألم لشعثها من أن لا تبتز أمورها وقد اجتمع رأيي ورأي صاحبي على خلع علي! ومعاوية وأن يكون الامر شورى بين المسلمين يولون أمورهم من أحبوا واني قد خلعت عليا ومعاوية! فاستقبلوا أموركم وولوا من رأيتموه لهذا الامر أهلا ثم تنحى.
فقام عمرو بن العاص في مقامه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن هذا قد قال ما سمعتم وخلع صاحبه وأنا أخلع صاحبه كما خلعه! وأثبت صاحبي في الخلافة، فإنه ولي عثمان والطالب بدمه وأحق الناس بمقامه.
فقال له أبو موسى: ما بالك لا وفقك الله قد غدرت وفجرت، انما مثلك (كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث) فقال له عمرو انما مثلك (كمثل الحمار يحمل أسفارا) أقول: وروي انه قيل لأبي موسى ما أضعفك عن عمرو ومكائده؟ فقال ما أصنع وافقني على امر ثم غدر، فقال ابن عباس لا ذنب لك يا أبا موسى وانما الذنب لمن قدمك وأقامك هذا المقام.
قال: وحمل شريح بن هاني على عمرو فطعنه.
وقيل: فقنعه بالسوط، وحمل ابن عمرو على شريح فقنعه بالسوط وقام الناس فحجزوا بينهما.
قال: وكان شريح يقول بعد ذلك: ما ندمت على شئ كندمي ان أكون ضربت عمروا بالسيف بدل السوط، والتمسوا أبا موسى فركب ناقته ولحق بمكة هاربا.
وكان ابن عباس يقول: قبح الله أبا موسى لقد حذرته وهديته فما عقل.
وكان أبو موسى يقول: حذرني ابن عباس غدرة الفاسق عمرو، ولكنني اطمأننت إليه وظننت ان هذا الفاسق لا يؤثر شيئا على نصيحة الأمة.
قال: وكان أبو موسى عثمانيا منحرفا عن علي بن أبي طالب عليه السلام!