في عنق المنجم، فصاح يا مولاي الأمان الأمان لأطيلن الركوع والسجود، فقال.
سمعت خيرا فقل خيرا، اسجد لله واضرع بي إليه.
ثم قال عليه السلام: نحن نجوم الأرض وكواكب القطب وأعلام الفلك وان هذا العلم لا يعلمه إلا نحن، فآمن المنجم.
ثم سار (ع) نحو الخوارج، فلما قرب منهم دنى بحيث انه يراهم ويرونه، نزل وأرسل إليهم، ان ادفعوا إلينا قتلة إخواننا نقتلهم بهم وأترككم وأكف عنكم حتى ألقي أهل الشام، فلعل الله ان يقبل بقلوبكم ويردكم إلى خير مما أنتم عليه من أموركم، فقالوا كلنا قتلناهم وكلنا مستحلون لدمائكم ودمائهم!.
فخرج قيس بن سعد بن عبادة فقال لهم: عباد الله! أخرجوا لنا قتلة إخواننا منكم وادخلوا في هذا الأمر الذي خرجتم منه وعودوا إلى قتال عدونا وعدوكم فإنكم قد ركبتم عظيما من الأمر تشهدون علينا بالشرك وتسفكون دماء المسلمين، فقال عبد الله ابن سمرة السلمي ان الحق قد أضاء لنا، فلسنا نبايعكم.
ثم أن أمير المؤمنين عليه السلام خرج إليهم بنفسه فقال لهم: أيتها العصابة التي أخرجها عداوة المراء واللجاج، ان أنفسكم الامارة سولت لكم فراقي لهذه الحكومة التي أنتم ابتدئتموها وسألتموها وأنا لها كاره، وأنبأتكم ان القوم إنما فعلوه مكيدة فأبيتم إلي إباء المخالفين وعندتم علي عناد العاصين حتى صرفت رأيي إلى رأيكم واني معاشرهم، والله صغار الهام سفهاء الأحلام، فأجمع رأي رؤساءكم وكبرائكم ان اختاروا رجلين! فأخذنا عليهما ان يحكما بالقرآن ولا يتعديانه فتاها وتركا الحق وهما يبصرانه! فبينوا لنا بما تستحلون قتالنا والخروج عن جماعتنا! ثم تعترضون الناس تضربون أعناقهم ان هذا لهو الخسران المبين، فنادوا لا تخاطبوهم ولا تكلموهم وتهيئوا للقتال الرواح الرواح إلى الجنة.
فرجع عليه السلام عنهم إلى أصحابه. ثم عبأ لهم للقتال فجعل على ميمنته حجر ابن عدي وعلى ميسرته معقل بن قيس وعلى الخيل أبا أيوب الأنصاري وعلى الرجالة أبا قتادة الأنصاري وفي مقدمتهم قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري.