الذي بعث الله به نبيكم إذ جاؤوا بباطلهم ليطفؤا نور الله، فقاموا ووقفوا قبالهم، فقال عتبة تكلموا إن كنتم أكفاءنا قاتلناكم، فقال حمزة أنا حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، فقال عتبة كفؤ كريم وقال علي " ع " انا علي بن أبي طالب ابن عبد المطلب، وقال عبيدة انا عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب فقالوا نعم الأكفاء فبرز أمير المؤمنين إلى الوليد وكان " ع " أصغر القوم سنا واختلفا ضربتين أخطأت ضربة الوليد أمير المؤمنين واتقى ضربة أمير المؤمنين " ع " بيده اليسرى فأبانتها فروى عنه " ع " انه كان يذكر بدرا وقتلة الوليد وكان يقول كأني انظر إلى وميض خاتمه في شماله ثم ضربه ضربة أخرى فصرعه، ثم بارز حمزة ومشى عبيدة وكان أسن القوم إلى شيبة فاختلفا ضربتين فأصاب ذباب سيف شيبة ساق عبيدة فاستنقذه أمير المؤمنين (ع) وحمزة منه وقتلا شيبة وحمل عبيدة من مكانه فمات بالصفراء، هذه رواية علي بن هاشم عن محمد بن عبد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسنذكر في آخر الغزوة رواية علي بن إبراهيم وهي أشهر.
قال الواقدي: تصور إبليس (لعنه الله) يوم بدر للمشركين في صورة سراقة ابن جشعم المدلجي يحرضهم على القتال ويخبرهم انه لا غالب لهم من الناس فبشر النبي المؤمنين بجبرئيل في جند من الملائكة ميمنة الناس وميكائيل في جند من الملائكة ميسرة الناس وإسرافيل في جند من الملائكة في القلب فنكص إبليس على عقبيه وقال اني برئ منكم اني أرى ما لا ترون فتثبت به الحارث بن هشام وهو يرى أنه سراقة لما سمع من كلامه وغدي يقول: إلى أين يا سراقة؟ فضرب إبليس صدر الحارث فسقط الحارث وانطلق إبليس لا يرى حتى سقط في البحر ورفع يديه وهو يقول موعدك الذي وعدتني وأقبل أبو جهل على أصحابه يحرضهم على القتال ويقول لا يغرنكم خذلان سراقة بن جشعم إياكم فإنما كان على ميعاد من محمد وأصحابه سيعلم إذا رجعنا إلى فدية ما نصنع بقومه ولا يهولنكم مقتل عتبة وشيبة والوليد فإنهم عجلوا وبطروا، قاتلوا وأيم الله لا ترجع اليوم حتى نقرن محمدا وأصحابه في الجبال فلا الفين أحدا منكم قتل منهم أحدا ولكن خذوا أخذا لنعرفهم بالذي صنعوا لمفارقتهم دينكم