وجعل عمرو بن عبد ود يدعو إلى البراز ويعرض المسلمين خوفا منه فلما رأى ذلك منهم ركز رمحه في الأرض وأقبل يجول في الميدان كالجبل العظيم فكأنه الشيطان الرجيم وهو يقول: هل من مبارز؟ هل من مبارز؟ لا يأتيني منكم كسلان ولا عاجز، فلما رأى احجامهم عنه جال جولة وارتجز قائلا:
ولقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز * ووقفت إذ جبن الشجاع مواقف القرن المناجز اني كذلك لم أزل متسرعا نحو الهزاهز * ان الشجاعة في الفتى والجود من خير الغرائز فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لهذا الكلب؟ فلم يجبه أحد من الناس، وفي البحار عن الكراجكي: قال النبي (ص) ثلاث مرات: أيكم يبرز إلى عمرو اضمن له على الله الجنة وفي كل كان يقوم علي " ع " والقوم ناكسو رؤوسهم. وفي تفسير علي بن إبراهيم:
فوثب إليه أمير المؤمنين " ع " فقال: انا له يا رسول الله، فقال يا علي هذا عمرو بن عبد ود فارس يلملم، فقال " ع " وأنا علي بن أبي طالب، فقال له رسول الله:
ادن مني فدنى منه، فعممه بيده ودفع إليه ذا الفقار وقال اذهب وقاتل بهذا وقال اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته، فمر أمير المؤمنين عليه السلام يهرول وهو يقول:
لا تعجلن فقد اتاك مجيب صوتك غير عاجز * ذو نية وبصيرة والصدق منجي كل فائز اني لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز * من ضربة نجلاء يبقى صيتها بعد الهزائز قال عمرو: من أنت؟ قال " ع ": أنا علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله، فقال والله ان أباك كان لي صديقا واني أكره أن أقتلك ما خشى عليك ابن عمك حين بعثك إلي ان اختطفتك برمحي هذا فأتركك بين السماء والأرض لا حي ولا ميت فقال أمير المؤمنين " ع ": قد علم ابن عمي انك إن قتلتني دخلت الجنة وأنت في النار وإن