فلم أطمع فيه فكمن لحمزة قال ورأيت الناس تفر بين يديه ورأيته يهدهم فمر بي فوطأ على جرف نهر فسقط فأتيته فشققت بطنه وأخذت كبده وأتيت بها إلى هند وقلت لها هذه كبد حمزة فقامت فرحة فأخذتها في فيها فلاكتها فجعلها الله في فيها مثل الأعصاب فلفظتها ورمت بها فأمر الله ملكا فحملة ورده إلى موضعه، فقال أبو عبد الله عليه السلام أبى الله أن يدخل شيئا من بدن حمزة النار فجاءت إليه هند فقطعت مذاكيره وقطعت أذنيه وجعلتها خرصين وشدتهما في عنقها وقطعت يديه ورجليه. الخبر.
قال علي بن إبراهيم: فلما سكن القال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من له علم بسعد ابن الربيع فقال رجل أنا أطلبه فأشار رسول الله إلى موضع وقال اطلبه هناك فإني قد رأيته فيه قد شرعت حوله اثني عشر رمحا قال فأتيت ذلك الموضع فإذا هو مربع بين القتلى فقلت يا سعد فلم يجبني، فقلت يا سعد فلم يجبني، فقلت يا سعد إن رسول الله قد سأل عنك فرفع رأسه وانتفش كما ينتفش الفرخ وقال: إن رسول الله لحق، قلت إي والله إنه لحق وقد أخبرني إنه رأى حولك اثني عشر رمحا فقال الحمد لله صدق رسول الله (ص) قد طعنت اثني عشر طعنة كلها قد أجافتني أبلغ قومي الأنصار عني السلام وقل لهم والله ما لكم عند الله عذر إن تشوك رسول الله شوكة وفيكم عين تطرف، ثم تنفس فخرج منه مثل دم الجزور وقد كان احتقن في جوفه وقضى نحبه، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخبرته فقال: رحم الله سعدا نصرنا حيا وأوصى بنا ميتا ثم قال رسول الله (ص): من له علم بعمي حمزة؟ فقال له الحارث بن الصمت أنا أعرف موضعه، فجاء حتى وقف على حمزة فكره أن يرجع إلى رسول الله، فجاء النبي (ص) حتى وقف عليه فلما رأى ما فعل بعمه حمزة بكى وقال والله ما وقفت موقفا أغيظ علي من هذا المكان لئن مكنني الله من قريش لأمثلن بسبعين رجلا منهم فنزل عليه جبرئيل بهذه الآية: (فإن عاقبتم فعاقبوا بما عوقبتم ولئن صبرتم فهو خير للصابرين) فقال رسول الله (ص) بل أصبر، فألقى رسول الله بردة كانت عليه فكانت إذا مدها على رأسه بدت رجلاه وإذا مدها على رجليه بدى رأسه، فمدها على رأسه وألقى على رجليه الحشيش وقال أخشى نساء بني عبد المطلب لتتركه حتى يحشر يوم القيامة من