بطون السباع والطير، وأمر رسول الله (ص) بالقتلى فجمعوا وصلى عليهم ودفنهم في مضاجعهم وكبر على حمزة سبعين تكبيرة.
وروى الواقدي: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر بجمع الشهداء إلى جنب حمزة فكان كلما اتى بشهيد وضع إلى جنب حمزة فصلى عليه وعلى الشهيد حتى صلى على حمزة سبعين مرة لأن الشهداء سبعون، ويقال كان يؤتى بتسعة وعاشرهم حمزة فيصلي عليهم وترفع التسعة فيترك حمزة مكانه، ويؤتى بتسعة آخرين فيوضعون إلى جنب حمزة فيصلي عليه وعليهم حتى فعل ذلك سبع مرات ويقال انه كبر عليه خمسا وسبعا وتسعمائة.
قال علي بن إبراهيم: وصاح إبليس بالمدينة: قتل محمد، فلم يبق أحد من نساء المهاجرين والأنصار إلا خرج وخرجت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تدور على قدميها حتى رأت رسول فقعدت بين يديه وكانت إذا بكى رسول الله (ص) بكت وإذا انتحب انتحبت، ونادى أبو سفيان: موعدنا وموعدكم في عام قابل فقال رسول الله (ص) لأمير المؤمنين قل نعم، وارتحل رسول الله (ص) ودخل المدينة واستقبله النساء يولولن. الخبر.
وقال الواقدي: فجاءت صفية ولما أتت حالة الأنصار بينها وبين رسول الله (ص) فقال دعوها فجلست عنده وكانت إذا بكت يبكي وإذا نشجت ينشج، وجعلت فاطمة تبكي فلما بكت بكى رسول الله (ص) ثم قال: لن أصاب بمثل حمزة أبدا ثم قال لصفية وفاطمة: أبشرا أتاني جبرئيل فأخبرني ان حمزة مكتوب في أهل السماوات السبع حمزة ابن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله ولما رجع أمير المؤمنين " ع " من أحد ناوله سيفه وقال شعرا:
أفاطم هاك السيف غير ذميم * فلست برعديد ولا بلئيم لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد * ومرضاة رب بالعباد رحيم وعن ابن عباس: ان النبي (ص) قال إن إخوانكم لما أصيبوا بأحد جعلت أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة فتأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب مطعمهم ومشربهم ورأوا حسن منقلبهم قالوا: ليت