فتلقاه النبي (ص) وجعل يمسح الغبار عن عينيه وقال يا علي لو وزن عملك بعمل جميع أمة محمد لرجح عملك وذلك أنه لم يبق بيت من المشركين إلا ودخله ذل بقتل عمرو ولم يبق بيت من المسلمين إلا ودخله عز بقتل عمرو. وعن الحسن:
فقام أبو بكر وعمر فقبلا رأس علي عليه السلام. وعن محمد بن إسحاق: فقال له عمر ابن الخطاب هلا سلبته درعه فإنه ليس للعرب درع مثلها فقال أمير المؤمنين " ع ":
اني استحييت ان اكشف عن سوء ابن عمي.
وفي يوم الأحزاب انزل الله تعالى: " وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا ". وروى أن ابن مسعود كان يقرأ: " وكفى الله المؤمنين القتال بعلي " رواه يوسف بن كليب عن سفيان بن زيد عن مرة وغيره من العامة. وروى المفيد باسناده: انه لما نعي عمرو إلى أخته قالت من ذا الذي اجترأ عليه؟ فقالوا علي بن أبي طالب، فقالت كفؤ كريم ثم أنشأت تقول شعرا:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله * لكنت أبكي عليه دائم الأبد لكن قاتله من لا يعاب به * أبوه قد كان يدعى بيضة البلد وقالت أيضا في قتل أخيها وذكر علي بن أبي طالب عليه السلام:
أسدان في ضيق المكر تصاولا * وكلاهما كفؤ كريم باسل فتخالسا مهج النفوس كلاهما * وسط المدار مخاتل ومقاتل وكلاهما حضر القراع حفيظة * لم يثنه عن ذاك شغل شاغل فاذهب علي فما ظفرت بمثله * قول سديد ليس فيه محاثل فالثار عندي يا علي فليتني * أدركته والعقل مني كامل ذلت قريش بعد مقتل فارس * في قتله عار وخزي شامل ثم قالت: والله ما ثارت قريش بأخي ما حنت النيب، وروي انها جلست عند رأس أخيها وأنشدت:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله * لكنت أبكي عليه دائم الأبد الأبيات السابقة بعد ما نظرته غير مسلوب وسألت عن قاتله، ولله در الآزري حيث