(يقول جامع هذا الكتاب عفى عنه): وردت له الشمس في حياة النبي (ص) بمكة وقد كان النبي قد غشيه الوحي فوضع رأسه في حجر أمير المؤمنين " ع " وحضر وقت العصر فلم يبرح من مكانه وموضعه حتى غربت الشمس فأستيقظ النبي وقال اللهم ان عليا كان في طاعتك فرد عليه الشمس ليصلي العصر فردها الله تبارك وتعالى عليه بيضاء نقية حتى صلى ثم غابت. وقال السيد الحميري في ذلك من قصيدته المعروفة بالمذهبة وأجاد:
خير البرية بعد أحمد من له * مني الولا والى بنيه تطربي ردت عليه الشمس لما فاته * وقت الصلاة وقد دنت للمغرب حتى تبلج نورها من وقتها * للعصر ثم هوت هوي الكوكب وعليه قد ردت ببابل مرة * أخرى وما ردت لخلق معرب إلا ليوشع أولا ولحبسها * ولردها تأويل أمر معجب قال مؤلف الكتاب غفر الله ذنوبه وعفى عنه: وها هنا حكاية قد ذكرها جماعة ونحن نذكرها لاتمام الفائدة.
فنقول: ذكر ابن الجوزي في كتابه بعد نقل الخبر قال وفي الباب حكاية عجيبة حدثني بها جماعة من مشايخنا بالعراق انهم شاهدوا أبا المنصور المظفر ابن اردشير الواعظ ذكر بعد العصر هذا الحديث ونمقه بألفاظه وذكر فضائل أهل البيت عليهم الصلاة والسلام فغطت سحابة الشمس حتى ظن الناس انها قد غابت فقام على المنبر وأومى إلى الشمس وأنشد يقول:
لا تغربي يا شمس حتى ينتهي * مدحي لآل المصطفى ولنجله وارخي عنانك إن أردت ثنائهم * فأثبت إن كان الوقوف لأجله إن كان للمولى وقوفك فليكن * هذا الوقوف لخيله ولرجله قالوا فانزاحت السحابة عن الشمس.