يكذبون) اي في قلوب هؤلاء المتمردين الشاكين الناكثين لما أخذت عليهم من عليهم البيعة لعلي بن أبي طالب فزادهم الله مرضا بحيث تاهت له قلوبهم جزءا بما أريتهم من هذه الآيات المعجزات ولهم عذاب أليم؟ بما كانوا يكذبون محمدا صلى الله عليه وآله وسلم في قولهم إنا على العهد والبيعة مقيمون.
عن كتاب بشارة المصطفى: بسنده عن عبد الواحد بن زيد، قال خرجت إلى مكة فبينما انا أطوف فإذا بجارية خماسية وهي متعلقة بستارة الكعبة وهي تخاطب جارية مثلها وهي تقول: لا وحق المنتخب بالوصية والحاكم بالسوية والعادل في القضية زوج فاطمة المرضية ما كان كذا وكذا، فقلت لها يا جارية من صاحب هذه الصفة؟
قالت: ذلك والله علم الأعلام وباب الأحكام وعمود الدين وقسيم الجنة والنار ورباني هذه الأمة ورأس الأئمة أخو النبي ووصيه وخليفته في أمته مولاي علي بن أبي طالب فقلت لها يا جارية بما يستحق علي منك هذه الصفة؟ قالت: كان أبي والله مولاه فقتل بين يديه يوم صفين ولقد دخل يوما على أمي وهي في خبائها وقد ارتكبني وأخا لي من الجدري ما ذهب به أبصارنا فلما رآنا تأوه وأنشأ يقول:
ما إن تأوهت من أمر رزيت به * كما تأوهت للأطفال في الصغر قد مات والدهم من كان يكفلهم * في النائبات وفي الأسفار والحضر ثم أدناها إليه " ع " ثم أمر يده المباركة على عيني وعيني أخي ثم دعى بدعوات ثم شال يده، فها انا انظر إلى الجمل على فرسخ كل ذلك ببركته " ع " فحللت خريطتي فدفعت إليها دينارين بقية كانت معي فتبسمت في وجهي فقالت: خلفنا أكرم سلف على خير خلف فنحن اليوم في كفالة أبي محمد الحسن بن علي " ع " ثم قالت: أتحب عليا؟ قلت: أجل، قالت: ابشر فقد استمسكت بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها، ثم ولت وهي تقول هذه الأبيات:
ما بث حب علي في ضمير فتى * إلا له شهدت من ربه النعم ولا له قدم زل الزمان بها * إلا له ثبتت من بعدها قدم ما سرني أنني من غير شيعته * وان لي ما حواه العرب والعجم