سل ربك بجاه محمد وآله الطاهرين الذين أنت بعد محمد سيدهم ان يقلب لك هذه الجبال ما شئت، فسأل (ع) ربه ذلك فانقلبت فضة ثم نادته الجبال يا علي يا وصي رسول رب العالمين ان الله قد أعدنا لك فمتى دعوتنا أجبناك ليمضي فينا حكمك ثم انقلب ذهبا أحمرا كلها بدعائه وما آت مقالة الفضة ثم انقلبت مسكا وعنبرا وجواهرا ويواقيتا وكل شئ منها ينقلب يناديه يا أبا الحسن يا أخا رسول الله نحن المسخرات لك ادعنا متى شئت لتنفقنا فيما تحب وما شئت بحبك ونتحول لك إلى ما تريد، ثم قال رسول الله أرأيتم قد أغنى الله عز وجل عليا بما ترون عن أموالكم، ثم قال رسول الله (ص) سل الله عز وجل بمحمد وآله الطيبين الطاهرين الذين أنت سيدهم بعد محمد رسول الله أن يقلب لك أشجارها رجالا شاكين السلاح وصخورها اسودا ونمورا وأفاع فدعى الله بذلك فامتلأت تلك الجبال والهضاب وقرار الأرض من الرجال الشاكي السلاح الذين لا يفنى منهم عشرة آلاف من الناس المعهودين ومن الأسود والنمور والأفاعي وكل ينادي يا علي يا وصي رسول رب العالمين ان لك عند الله من الشأن العظيم ما لو سألت الله أن يصير لك أطراف الأرض وجوانبها هيأة واحدة كصرة كيس لفعل فمرنا بأمرك، أو سألته أن يحط لك السماء إلى الأرض لفعل، أو يرفع لك الأرض إلى السماء لفعل، أو يقلب لك ما في بحارها لفعل، أو شئت أن يجمد البحار لفعل فلا يحزنك تمرد هؤلاء المتمردين وخلاف هؤلاء المخالفين فكأنهم بالدنيا وقد انقضت عنهم وكأن لم يكونوا فيها وكأنهم بالآخرة إذا وردوا عليها لم يزالوا فيها يا علي ان الذي أمهلهم مع كفرهم وفسقهم في تمردهم عن طاعتك هو الذي أمهل فرعون ذو الأوتاد ونمرود بن كنعان ومن ادعى الإلهية من ذوي الطغيان وأطغى الطغاة إبليس رأس الضلالات وما خلقت أنت ولاهم لدار الفناء بل لدار البقاء ولكنكم تنتظرون وتنقلون من دار إلى دار ولا حاجة لربك إلى من يسومهم ويرعاهم ولكنه أراد تشريفك عليهم وإبانتك بالفضل منهم ولو شاء لهداهم، قال فمرضت قلوب القوم لما شاهدوه من ذلك مضافا إلى ما كان من مرض حسدهم لعلي بن أبي طالب (ع) فقال الله عند ذلك: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا
(١٢٧)