فقال يا محمد ان الله يقرؤك السلام ويقول: اقرأ عليا مني السلام وقل لفاطمة ليس لك أن تضربي على يديه، فلما دخل رسول الله (ص) منزل علي وجد فاطمة ملازمة له فقال لها: يا بنية مالك ملازمة لعلي؟ قالت: يا أبة باع الحديقة التي غرستها له ولم يحتبس لنا من ثمنها درهما نشتري به طعاما فقال يا بنية جبرئيل يقرؤني من ربي السلام ويقول اقرأ عليا من ربه السلام وأمرني أن أقول ليس لك أن تضربي على يديه، فقالت فاطمة " ع " اني استغفر الله ولا أعود أبدا، قالت فاطمة: فخرج أبي (ص) في ناحية وعلي في ناحية فما لبث أن اتى أبي ومعه سبعة دراهم سود هجرية فقال: يا فاطمة أين علي؟ فقلت له:
خرج، فقال (ص): هاك هذه الدراهم فإذا جاء ابن عمي فقولي له يبتاع لكم بها طعاما فما لبث يسيرا ان جاء علي فقال رجع ابن عمي فاني أجد رائحته الطيبة قلت نعم ودفع إلي شيئا تبتاع لنا به طعاما فقال هاتيه فدفعته إليه فقال بسم الله والحمد لله كثيرا طيبا وهذا من رزق الله عز وجل ثم قال يا حسن قم معي، فأتيا السوق فإذا هما برجل واقف وهو يقول: من يقرض الملي الوفي؟ قال يا بني تعطيه؟ قال أي والله يا أبة فأعطاه الدراهم فقال له الحسن " ع ": يا أبتاه أعطيته الدراهم كلها قال: نعم يا بني ان الذي يعطي القليل قادر على أن يعطي الكثير، قال فمضى علي " ع " بباب رجل يستقرض منه شيئا فلقيه اعرابي ومعه ناقة فقال يا علي اشتري مني هذه الناقة قال " ع " ليس معي ثمنها فقال انتظرك به إلى القبض قال بكم يا اعرابي؟ قال بمائة درهم قال " ع " خذها يا حسن فأخذها. فمضى فلقيه اعرابي آخر وقال: يا علي أتبيع هذه الناقة؟ فقال علي " ع ": وما تصنع بها؟ قال اغزوا عليها أول غزوة يغزوها ابن عمك، قال إن قبلتها فهي لك بلا ثمن فقال الأعرابي: معي ثمنها وبالثمن اشتريها فبكم اشتريتها؟ قال عليه السلام. بمائة درهم، قال فلك مائة وسبعون درهما، فقال يا حسن خذ السبعين والمائة وسلم المائة للأعرابي الذي باعنا الناقة والسبعين تبتاع بها شيئا فأخذ الحسن الدراهم وسلم الناقة، قال علي " ع ": فمضيت اطلب الأعرابي الذي باعني الناقة لأعطيه ثمنها فرأيت رسول الله (ص) جالسا في مكان لم أره فيه قبل ذلك ولا بعده على قارعة الطريق فلما نظر إلي تبسم ضاحكا حتى بدت نواجده فقال علي " ع ": أضحك الله