فجاء علي فبشرته بذلك فقال يا رسول الله أنا عبد الله وفي قبضته ان يعذبني فبذنبي وان يتم الذي بشرني به فالله أولى وأكرم بي، قال قلت اللهم اجعل قلبه واجعله ربيعة الأيمان فقال جل شأنه قد فعلت به ذلك ثم قال تعالى ان عليا مستخص بشئ من البلاء لم يكن لأحد من أصحابك فقلت يا رب انه أخي ووصي فقال عز وجل هذا شئ سبق في علمي انه مبتلى به.
وفيه عن ابن مسعود قال: قال، رسول الله لما عرج بي إلى السماء انتهى بي السير مع جبرئيل إلى السماء الرابعة فرأيت بيتا من ياقوت احمر فقال جبرئيل هذا البيت قم يا محمد وصل فيه، قال النبي " ص " جمع الله النبيين فصفوا ورائي صفا فصليت بهم فلما سلمت أتاني آت من عند ربي فقال يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك سل الرسل على ما أرسلوا من قبلك فقلت معاشر الرسل على ماذا بعثكم ربي قبلي فقالت الرسل على نبوتك وولاية علي بن أبي طالب " ع " وهو قوله تعالى واسأل من أرسلنا قبلك من الرسل الآية وفي كتاب الإصابة أبو ليلى الغفاري قال سمعت رسول الله " ص " يقول: ستكون من بعدي فتنة فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر وهو فاروق هذه الأمة وهو يعسوب المنافقين، وفي كتاب (فرائد السمطين) للحمويني بسنده عن المنهال بن عمر التميمي عن ابن عباس قال: كنا نتحدث معشر أصحاب رسول الله ان النبي عهد إلى علي ثمانين عهدا لم يعهدها إلى غيره، وفي جمع الفوائد نقله بلفظ سبعين وفي مسند أحمد بن حنبل بسنده عن أنس بن مالك قال: قلنا لسلمان سل النبي عن وصيه فقال سلمان يا رسول الله من وصيك فقال يا سلمان من وصي موسى فقال يوشع بن نون فقال " ص " وصي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب.
فصل في المؤاخات بين النبي وأمير المؤمنين في كتاب المسامرة للشيخ محي الدين بن العربي روينا من حديث محمد بن إسحاق