عليه السلام: يا قنبر خذ الذي بثلاثة دراهم، فقال قنبر: يا أمير المؤمنين أنت أولى به تصعد المنبر وتخطب الناس، فقال " ع ": أنت شاب ولك شره الشباب وأنا أستحي من ربي أن أتفضل عليك سمعت رسول الله (ص) يقول: ألبسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون فلما لبس القميص مد كم ذلك القميص وأمر بقطعه واتخاذه قلانس للفقراء فقال الغلام: هلم أكفه فقال دعه كما هو فإن الأمر أسرع من ذلك فجاء أبو الغلام فقال إن ابني لم يعرفك وهذان الدرهمان ربحهما فقال " ع ": ما كنت لأفعل قد ماكسته وما كسني واتفقنا على الرضى.
وعن سويد بن غفلة! قال رأيت أمير المؤمنين عليه السلام وهو يأكل رغيفا يكسره برجله ويلقيه في اللبن يجد ريحه من حموضته فناديت فضة جارية: ويحك أما تتقون الله في هذا الشيخ فتنخلون له طعاما لما أرى فيه من النخال فقال " ع ": بأبي وأمي من لم ينخل له طعام ولم يشبع من خبز البر حتى قبضه الله إليه. وقال عليه السلام لعقبة بن علقمة يا أبا الحتوف أدركت رسول الله يأكل أيبس من هذا ويلبس أخشن من هذا فإن أنا لم آخذ به خفت أن لا ألحق به.
وعن أئمة الهدى - أن أمير المؤمنين " ع " مر ببعض حيطان فدك وفي يده مسحاة فهجمت عليه امرأة من أجمل النساء فقالت يا ابن أبي طالب إن تتزوجني أعنك عن هذه المسحاة فقال لها من أنت حتى أخطبك من أهلك؟ فقالت أنا الدنيا، فقال ارجعي فاطلبي زوجا غيري فلست من شأني وأقبل على مسحاته. وقد جاء في الأحاديث من الطرفين إنه كان يصلي في كل ليلة ألف ركعة مع اشتغاله بحوائجه الأخر. وجاء أنه لم يقدر أحد أن يحكي صلاة رسول الله إلا علي، ولا صلاة علي إلا علي بن الحسين.
ويروى أنه عليه السلام كان كثيرا ما تصيبه الجراحات في الحروب وكانوا إذا أرادوا إخراج النشاب والحديد من جسده الشريف تركوه حتى يصلي فإذا اشتغل بالصلاة وأقبل على الله أخرجوا الحديد من جسده ولم يحس بالألم من شدة توجهه إلى الله، فإذا فرغ من صلاته يرى ذلك فيقول لولده الحسن (ع) إن هي إلا فعلتك يا حسن. وفي الروايات أنه لم يترك صلاة الليل والتهجد فيه حتى ليلة الهرير وكان