وفي كتاب مطالب السؤل: ان عليا (ع) لما قدم الكوفة وقدم عليه طوائف الناس كان فيهم فتى فصار من شيعته يقاتل بين يديه في مواقفه (ع) فخطب امرأة من قوم استوطنوا الكوفة فأجابوه فتزوجها فلما صلى (ع) يوما صلاة الصبح قال لبعض من عنده اذهب إلى محلة بني فلان تجد فيها مسجدا إلى جانبه بيت تسمع فيه صوت رجل وامرأة يتشاجران فأحضرهما الساعة وقل لهما أمير المؤمنين يطلبكما، فمضى ذلك الانسان فما كان إلا هنيئة حتى عاد ومعه الفتى والامرأة فقال (ع) لهما: فيم تشاجركما طول الليلة؟ فقال الفتى يا أمير المؤمنين ان هذه المرأة خطبتها وتزوجتها فلما خلوت بها وجدت في نفسي منها نفرة منعتني أن ألم بها ولو استطعت اخراجها ليلا لأخرجتها عني قبل طلوع الفجر ونحن في التشاجر إلى أن جاء أمرك فحضرنا إليك، فقال (ع) لمن حضره: رب حديث لا يؤثر من يخاطب به أن يسمعه غيره فقام من كان حاضرا ولم يبق عنده غير الفتى والمرأة فقال عليه السلام: أتعرفين هذا الفتى فقالت لا؟ فقال لها: إذا انا أخبرتك بحالة تعلمينها فلا تنكريها قالت لا يا أمير المؤمنين، قال ألست فلانة بنت فلان؟ قالت بلى، قال (ع): أليس لك ابن عم وكل واحد منكما راغب في صاحبه؟ قالت بلى، فقال أليس أباك منعك عنه ومنعه عنك؟ قالت بلى، قال (ع) ألست خرجت ليلة لقضاء الحاجة فاغتالك وأكرهك ووطأك فحملت وكتمت أمرك عن أبيك وأعلمت أمك فلما آن الوضع أخرجتك ليلا فوضعت ولدا فلففته في خرقة وألقيتيه إلى خارج الطريق وجاء كلب فشمه فخشيت ان يأكله فرمته بحجر فوقعت في رأسه فشجته فعدت إليه أنت وأمك فشدت أملك رأسه بخرقة من جانب مرطها ثم تركتماه ومضيتما ولم تعلما حاله، فسكتت فقال لها: تكلمي بحقي فقالت بلى والله يا أمير المؤمنين ان هذا الامر ما علمه غير أمي، فقال قد اطلعني الله تعالى عليه فأصبح واخذه بنو فلان فربى فيهم إلى أن كبر وقدم معهم الكوفة وخطبك وهو ابنك، ثم قال للفتى اكشف عن رأسك فكشف عنه فوجد أثر الشجة فيه فقال (ع): ابنك قد عصمه الله مما حرمه عليه فخذي ولدك وانصرفي فلا نكاح بينكما.
وروي: ان ثلاثة رجال تشاجروا على سبعة عشر جملا بينهم وتخاصموا وألد