عليها من غير علمها وغلبها على نفسها من غير شهوة منها وحيث استمكنت منه استوفت حقها ثم قال أمير المؤمنين (ع): أنت على كل حال ينبغي أن تحضري العجوز حتى آخذ حق الله منها وأقيم عليها حده فلا تقصري كي يظهر صدق كلامك، قالت المرأة أنا ما أقصر في طلبها لكن أمهلني ثلاثة أيام، قال (ع): أمهلتك وأمر المرضعة أن ترد الولد إليها وقالت لها سميه مظلوما ويل لأبيه من الله تعالى (يوم تجزى كل نفس بما عملت) ثم انصرفت إلى بيتها ودعت ربها بأن يظفرها بالعجوز ثم انها خرجت من بيتها وهي متوكلة على الله وإذا بالعجوز في طريقها فأخذتها وأتت بها إلى مسجد النبي (ص) فلما رآها أمير المؤمنين (ع) قال لها يا عدوة الله أما علمت أنا علي بن أبي طالب وعلمي من علم رسول الله (ص) اصدقيني عن قصة هذا الرجل الذي أتيتي به إلى بيت هذه المرأة فقالت العجوز: يا أمير المؤمنين لا أعرف هذه المرأة ولا رأيتها قط ولا اعرف الرجل ولا استحل هذه الأمور، فقال (ع): تحلفين على ما قلت قالت: نعم، فقال (ع) اذهبي وضعي يدك على قبر رسول الله واحلفي انك لا تعرفين هذه المرأة ولا رأيتيها قط فقامت العجوز ووضعت يدها على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحلفت فاسود وجهها وهي لا تشعر فأمر أمير المؤمنين أن يأتوا بمرآة وناولها إياها ثم قال انظري فيها وإذا وجهها كالفحم الأسود فارتفعت الأصوات بالتكبير والصلاة على محمد والعجوز تنظر وتبكي وتقول يا بن عم رسول الله تبت ورجعت إلى الله فقال (ع):
اللهم أنت العالم بما في الضمائر إن كانت صادقة في كلامها انها تابت ارجعها إلى حالها فلم يرتفع عنها السواد فعلم أمير المؤمنين (ع) انها لم تتب، فقال يا ملعونة كيف كانت توبتك لا غفر الله لك ثم قال لعمر مر أصحابك ان يخرجوها إلى خارج المدينة ويرجموها لأنها كانت سبب قتل النفس المحترمة وهتك حرمة المرأة واستقرار النطفة من الحرام، فأمر عمر بذلك، فلما كانت الخلافة إلى أمير المؤمنين عليه السلام كان ذلك الغلام قد كمل في العمر ثم قتل في صفين بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام.
وعنه: روى عن أبي عبد الله عليه السلام، قال حدثني أبي عن جدي عليهم السلام: أنه قعد في زمن عمر رجلان يتغديان مع أحدهما خمسة أرغفة ومع الآخر