متكلما في ذلك بلسانه ومفصحا فيه بلسان العرب وما كان من إنكار العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وآله صرف الأمر عن بني هاشم وبيعتهم لمن بايعوا ودعائه أمير المؤمنين (ع) إلى بسط يده ليبايعه على الأمر فقال له أمدد يدك يا ابن أخي أبايعك ليقول الناس عم رسول الله صلى الله عليه وآله بايع ابن عم رسول الله فلا يختلف عليك اثنان وقول أبي سفيان حرب بن صخر بأعلى صوته: يا بني هاشم أرضيتم أن يلي عليكم ابن تيم مرة حاكما على العرب ومتى طمعت أن تتقدم على بني هاشم في الأمر انهضوا لدفع هؤلاء القوم عما تمالؤا إليه ظلما لكم أما والله لئن شئتم لأملأنها عليهم خيلا ورجالا ثم قال:
بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم * ولا سيما تيم بن مرة أو عدي فما الأمر إلا فيكم وإليكم * وليس له إلا أبو حسن علي أبا حسن فاشدد بها كف فاتك * فإنك بالأمر الذي يرتجى ملي (1) ولما اجتمع من اجتمع في دار فاطمة من بني هاشم وغيرهم للتحيز عن أبي بكر وإظهار الخلاف أنفذ عمر بن الخطاب قنفذا وقال له اخرج من في البيت فإن خرجوا وإلا فاجمع الأحطاب على بابه واعلمهم أنهم إن لم يخرجوا للبيعة أضرمت البيت عليهم نارا.
ثم قام بنفسه في جماعة منهم المغير بن شعبة الثقفي وسالم مولى حذيفة حتى صاروا إلى باب علي فنادى يا فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله أخرجي من اعتصم ببيتك ليبايع ويدخل فيما دخل فيه المسلمون وإلا والله أضرمت عليهم نارا في حديث مشهور (2).