على علي ليبايعوه فتأبى عليهم وقالوا بايعنا لا تخلف أمرك فأبى عليهم فمدوا يده وبسطوها وقبضوها فقالوا بايعنا لا نجد غيرك ولا نرضى إلا بك; وروى إسماعيل بن محمد عن محمد بن سعد عن أبيه قال أرسل علي ابن أبي طالب (ع) إلى أبي ليبايع فقال له إذا لم يبق غيري بايعتك فقال علي (ع) خلوا سعدا وأرسل إلى أسامة بن زيد فقال له أسامة أنا لك طوع ولكن اعفني الخروج بالسيف فقال له علي لم أكره أحدا على بيعته وأن جميع من بايعه كان مؤثرا له داعيا إليه في ذلك على ما قدمناه والحمد لله.
قال الشيخ المفيد أدام الله تأييده: وقد دللنا على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام من جهة النص عليه بها من رسول الله صلى الله عليه وآله وباختياره له من ذوي العقول والعلم والفضل والرأي على ما يذهب إليه المخالفون في ثبوت الإمامة وانعقادها وأنبأنا عن عصمته (ع) بما سلف وشرحنا القول في طريقها وأوضحناه وذكرنا الأخبار الواردة من طريق الخاصة والعامة في وجوب حقه وبرهان صوابه وتحريم خلافه وفي ذلك إبطال ما ذهب إليه كافة خصومنا على اختلافهم في تصويب محاربيه والوقوف في ذلك والشك فيه وفي ما أصلناه من ذلك ورسمناه في معناه غني عن تكليف كلام في فساد مذهب واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد على ما شرحناه عنهما في صدر هذا الكتاب من شبهات المذهب الرذل وإبطال مذهب الأصم وأتباعه ونقض شبهات الحوشية في تصويب الجماعة وإفساد ما ذهب إليه كل فريق منهم في تخطئتهم بأسرهم وإقامة البرهان على صحة ما ذهب إليه الشيعة ومن شاركهم من قبائل المعتزلة والمرجئة والخوارج على أمير المؤمنين وضلال أهل البصرة وتخطئة محاربيه في هذين المقامين وضلالهم في ذلك عن طريق الرشاد وفيما أثبتناه عن عصمته (ع) وحقه أيضا دليل مقنع في إبطال مذهب الخوارج المبدعة في إنكار التحكيم وترك القتال عند الموادعة حسب ما قدمناه