ومن ذلك ما احتج عليه أهل النقل من شهادتها لأبي بكر في صواب منعه فاطمة فدكا ومقابلتها في تلك الشهادة أمير المؤمنين (ع) فيما ذهب إليه من استحقاقها ومظاهرة أبي بكر على منع فاطمة من ميراث أبيها ولم يشركها في ذلك إحدى الأزواج.
ومن ذلك ما رواه إسحاق عن الزهري عن عبد الله بن عبد الله عن عائشة قالت استشعر رسول الله من المرض في بيت ميمونة فدعى نساءه فاستأذنهن أن يمرض في بيتي فأذن له فخرج بين رجلين من أهل بيته أحدهما الفضل بن العباس ورجل آخر يخطان قدماه الأرض عاصبا رأسه حتى دخل بيتي قال عبد الله فحدثت عنها عبد الله بن العباس فقال هل تدري من الرجل؟ قال ذلك علي بن أبي طالب وما كانت أمنا تذكره بخير وهي تستطيع ومن ذلك أن عائشة كانت تذم عثمان وولاته وكانت تقول كل قول بغضا منه وترفع قميص رسول الله فتقول هذا قميص رسول الله لم يبل وقد أبلى عثمان أحكامه ولما جاء الناعي إلى مكة فنعاه بكى لقتله قوم من أهل ظنه فأمرت مناديا ينادي: ما بكاؤكم على نعثل أراد أن يطفئ نور الله فأطفأه الله تعالى وأن يضيع سنة رسوله فقتله ثم أرجف بمكة أن طلحة قد بويع له فركبت مبادرة بغلتها وتوجهت نحو المدينة وهي مسرورة حتى انتهت إلى (سرف) فاستقبلها عبد بن أبي سلمة (1)