فأعجبه فسأله عنه فقال هو داود قد جعل عمره ستين سنة فجعل له من عمره أربعين سنة فلما احتضر آدم عليه السلام جعل يخاصمهم في الأربعين سنة فقيل له إنك قد أعطيتها داود قال فجعل يخاصمهم * حدثنا ابن حميد قال حدثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد في قوله عز وجل وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم قال أخرج ذريته من ظهره في صورة كهيئة الذر فعرضهم على آدم بأسمائهم وأسماء آبائهم وآجالهم قال فعرض عليه روح داود في نور ساطع فقال من هذا قال هذا من ذريتك نبي خلقته قال كم عمره قال ستون سنة قال زيدوه من عمري أربعين سنة قال فالأقلام رطبة تجرى وأثبتت لداود عليه السلام الأربعون وكان عمر آدم ألف سنة فلما استكملها إلا الأربعين سنة بعث إليه ملك الموت قال يا آدم أمرت أن أقبضك قال ألم يبق من عمري أربعون سنة قال فرجع ملك الموت إلى ربه عز وجل فقال إن آدم يدعى من عمره أربعين سنة قال أخبر آدم أنه جعلها لابنه داود والأقلام رطبة وأثبتت لداود عليه السلام * حدثنا ابن وكيع قال حدثنا أبو داود عن يعقوب عن جعفر عن سعيد بنحوه * وذكر أن آدم عليه السلام مرض قبل موته أحد عشر يوما وأوصى إلى ابنه شيث عليه السلام وكتب وصيته ثم دفع كتاب وصيته إلى شيث وأمره أن يخفيه من قابيل وولده لان قابيل قد كان قتل هابيل حسدا منه حين خصه آدم بالعلم فاستخفى شيث وولده بما عندهم من العلم ولم يكن عند قابيل وولده علم ينتفعون به * ويزعم أهل التوراة أن عمر آدم عليه السلام كله كان تسعمائة سنة وثلاثين سنة * حدثنا الحارث قال حدثنا ابن سعد قال أخبرني هشام بن محمد قال أخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان عمر آدم تسعمائة سنة وستا وثلاثين سنة والله أعلم * والأخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والعلماء من سلفنا ما قد ذكرت ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان أعلم الخلق بذلك * وقد ذكرت الأخبار الواردة عنه أنه قال كان عمره ألف سنة وأنه بعد ما جعل لابنه داود من ذلك ما جعل له أكمل الله له عدة ما كان أعطاه من العمر قبل أن يهب لداود ما وهب له من ذلك ولعل ما كان جعل
(١٠٧)