هي أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب، وكان مليح أبيض جميل الشكل [نحيفا (1)] حسن اللحية بجبهته أثر حافر فرس شجه في صغره ولذا كان يقال له أشج بنى أمية وفي آخر أيامه وخطه الشيب عاش أربعين سنة وبعدله وزهده يضرب المثل رضي الله عنه. قال الشافعي الخلفاء الراشدون خمسة أبو بكر وعمر وعثمان وعلى وعمر بن عبد العزيز، وقد ولى أولا. إمرة المدينة في خلافة الوليد وبنى المسجد وزخرفه وكان إذ ذاك لا يذكر بكثير عدل ولا زهد ولكن تجدد له لما استخلف وقلبه الله فصار يعد في حسن السيرة والقيام بالقسط مع جده لامه عمر، وفي الزهد مع الحسن البصري، وفي العلم مع الزهري، ولكن موته قرب من موت شيوخه فلم ينتشر علمه.
عن أبي جعفر الباقر قال: ان نجيب بنى أمية عمر بن عبد العزيز، انه يبعث يوم القيامة أمة وحده. وقال مجاهد: أتيناه لنعلمه فما برحنا حتى تعلمنا منه. وقال ميمون بن مهران: ما كانت العلماء عند عمر بن عبد العزيز الا تلامذة. وقال غيره: استخلف عمر بن عبد العزيز فانقشع عنه الشعراء والخطباء وثبت معه الزهاد والفقهاء، وقالوا: ما يسعنا فراقه حتى يخالف فعله قوله.
روى ابن إسحاق عن إسماعيل بن أبي حكيم سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: خرجت من المدينة وما أحد اعلم منى فلما قدمت الشام نسيت.
ضمرة بن ربيعة عن السري بن يحيى عن رياح بن عبيدة قال رأيت