الثواب ما بلغه وإن لم يكن الأمر كما نقل إليه " (1).
وروى السيد في الإقبال مرسلا عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: من بلغه شئ من الخير فعمل به كان له ذلك وإن لم يكن الأمر كما بلغه (2).
قال العلامة المجلسي في البحار بعد ذكر صحيحة هشام بن سالم المروية في المحاسن: هذا الخبر من المشهورات، رواه الخاصة والعامة بأسانيد (3).
قلت: فهي مع استفاضتها واعتضاد بعضها بالبعض وذكرها في الكتب المعتمدة لا مجال للتأمل في أسنادها ونفى بعض المتأخرين البعد عن عدها من المتواترات مضافا إلى صحة عدة من طرقها بحسب الاصطلاح أيضا، واعتضادها بعمل الأصحاب وتلقيهم لها بالقبول كما هو ظاهر من ملاحظة الطريقة الجارية، بل يظهر من جماعة اتفاق الأصحاب على ذلك وانعقاد الاجماع عليه فقال الشهيد (رحمه الله) في الذكرى: أن أحاديث الفضائل يتسامح فيها عند أهل العلم.
وفي عدة الداعي بعد ذكر عدة من الأخبار المذكورة: فصار هذا المعنى مجمعا عليه بين الفريقين (4).
وقال شيخنا البهائي (رحمه الله) بعد الإشارة إلى بعض ما مر من الأخبار: وهذا هو سبب تساهل فقهائنا في البحث عن دلائل السنن (5).
وقال أيضا في موضع آخر: قد شاع العمل بالضعاف في أدلة السنن وإن اشتد ضعفها ولم ينجبر، ثم قال: وأما نحن معاشر الخاصة فالعمل عندنا ليس في الحقيقة، بل بحسبه مع من سمع... إلى آخره (6). وهي ما تفردنا بروايته. وقال الشيخ الحر بعد ذكر جملة من الأخبار: هذه الأحاديث سبب تسامح الأصحاب