حذيفة: يا رسول الله وما الدخان؟ فتلا رسول الله (ص) الآية يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم يملا ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكام. وأما الكافر فيكون بمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره.
24027 - حدثني محمد بن عوف، قال: ثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، قال:
ثني أبي، قال: ثني ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي مالك الأشعري، قال:
قال رسول الله ص): إن ربكم أنذركم ثلاثا: الدخان يأخذ المؤمن كالزكمة، ويأخذ الكافر فينتفخ حتى يخرج من كل مسمع منه، والثانية الدابة، والثالثة الدجال.
وأولى القولين بالصواب في ذلك ما روي عن ابن مسعود من أن الدخان الذي أمر الله نبيه (ص) أن يرتقبه، هو ما أصاب قومه من الجهد بدعائه عليهم، على ما وصفه ابن مسعود من ذلك إن لم يكن خبر حذيفة الذي ذكرناه عنه عن رسول الله (ص) صحيحا، وإن كان صحيحا، فرسول الله (ص) أعلم بما أنزل الله عليه، وليس لاحد مع قوله الذي يصح عنه قول، وإنما لم أشهد له بالصحة، لان محمد بن خلف العسقلاني حدثني أنه سأل روادا عن هذا الحديث، هل سمعه من سفيان؟ فقال له: لا، فقلت له: فقرأته عليه، فقال: لا، فقلت له: فقرئ عليه وأنت حاضر فأقر به، فقال: لا، فقلت: فمن أين جئت به؟ قال:
جاءني به قوم فعرضوه علي وقالوا لي: أسمعه منا فقرأوه علي، ثم ذهبوا، فحدثوا به عني، أو كما قال فلما ذكرت من ذلك لم أشهد له بالصحة، وإنما قلت: القول الذي قاله عبد الله بن مسعود هو أولى بتأويل الآية، لان الله جل ثناؤه توعد بالدخان مشركي قريش وأن قوله لنبيه (ص): فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين في سياق خطاب الله كفار قريش وتقريعه إياهم بشركهم بقوله: لا إله إلا هو يحي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين، بل هم في شك يلعبون، ثم أتبع ذلك قوله لنبيه عليه الصلاة والسلام:
فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين أمرا منه له بالصبر إلى أن يأتيهم بأسه وتهديدا للمشركين فهو بأن يكون إذ كان وعيدا لهم قد أحله بهم أشبه من أن يكون أخره عنهم لغيرهم، وبعد، فإنه غير منكر أن يكون أحل بالكفار الذين توعدهم بهذا الوعيد ما