حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي: أما ص فمن الحروف.
قال آخرون: هو قسم أقسم الله به. ذكر من قال ذلك:
22810 حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: ص قال: قسم أقسمه الله، وهو من أسماء الله.
وقال آخرون: هو اسم من أسماء القرآن أقسم الله به. ذكر من قال ذلك:
22811 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ص قال: هو اسم من أسماء القرآن أقسم الله به.
وقال آخرون: معنى ذلك: صدق الله. ذكر من قال ذلك:
22812 حدثت عن المسيب بن شريك، عن أبي روق، عن الضحاك في قوله:
ص قال: صدق الله.
واختلفت القراء في قراءة ذلك فقرأته عامة قراء الأمصار خلا عبد الله بن أبي إسحاق وعيسى بن عمر، بسكون الدال، فأما عبد الله بن أبي إسحاق فإنه كان يكسرها لاجتماع الساكنين، ويجعل ذلك بمنزلة الأداة، كقول العرب: تركته حاث باث، وخاز باز يخفضان من أجل أن الذي يلي آخر الحروف ألف فيخفضون مع الألف، وينصبون مع غيرها، فيقولون حيث بيث، ولأجعلنك في حيص بيص: إذا ضيق عليه. وأما عيسى بن عمر فكان يوفق بين جميع ما كان قبل آخر الحروف منه ألف، وما كان قبل آخره ياء أو واو فيفتح جميع ذلك وينصبه، فيقول: ص وق ون ويس، فيجعل ذلك مثل الأداة كقولهم: ليت، وأين وما أشبه ذلك.
والصواب من القراءة في ذلك عندنا السكون في كل ذلك، لان ذلك القراءة التي جاءت بها قراء الأمصار مستفيضة فيهم، وأنها حروف هجاء لأسماء المسميات، فيعربن إعراب الأسماء والأدوات والأصوات، فيسلك بهن مسالكهن، فتأويلها إذ كانت كذلك تأويل نظائرها التي قد تقدم بيانناها قبل فيما مضى.
وكان بعض أهل العربية يقول: ص في معناها كقولك: وجب والله، نزل والله، وحق والله، وهي جواب لقوله: والقرآن كما تقول: حقا والله، نزل والله.