حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر... إلى آخر الآيتين، فإنه لما مسه الشيطان بنصب وعذاب، أنساه الله الدعاء أن يدعوه فيكشف ما به من ضر، غير أنه كان يذكر الله كثيرا، ولا يزيده البلاء في الله إلا رغبة وحسن إيمان. فلما انتهى الاجل وقضى الله أنه كاشف ما به من ضر أذن له في الدعاء ويسره له، وكان قبل ذلك يقول تبارك وتعالى: لا ينبغي لعبدي أيوب أن يدعوني ثم لا أستجيب له فلما دعا استجاب له، وأبدله بكل شئ ذهب له ضعفين، رد إليه أهله ومثلهم معهم، وأثنى عليه فقال: إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب.
واختلف أهل التأويل في الأهل الذي ذكر الله في قوله: وآتيناه أهله ومثلهم معهم أهم أهله الذين أوتيهم في الدنيا، أم ذلك وعد وعده الله أيوب أن يفعل به في الآخرة؟ فقال بعضهم: إنما آتي الله أيوب في الدنيا مثل أهله الذين هلكوا، فإنهم لم يردوا عليه في الدنيا، وإنما وعد الله أيوب أن يؤتيه إياهم في الآخرة.
حدثني أبو السائب سلم بن جنادة، قال: ثنا ابن إدريس، عن ليث، قال:
أرسل مجاهد رجلا يقال له قاسم إلى عكرمة يسأله عن قول الله لأيوب: وآتيناه أهله ومثلهم معهم فقال: قيل له: إن أهلك لك في الآخرة، فإن شئت عجلناهم لك في الدنيا، وإن شئت كانوا لك في الآخرة وآتيناك مثلهم في الدنيا. فقال: يكونون لي في الآخرة، وأوتى مثلهم في الدنيا. قال: فرجع إلى مجاهد فقال: أصاب.
وقال آخرون: بل ردهم إليه بأعيانهم وأعطاه مثلهم معهم. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا حكام بن سلم، عن أبي سنان، عن ثابت، عن الضحاك، عن ابن مسعود: وآتيناه أهله ومثلهم معهم قال: أهله بأعيانهم.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قال: لما دعا أيوب استجاب الله له، وأبدله بكل شئ ذهب له ضعفين رد إليه أهله ومثلهم معهم.