وإنما قيل ذلك كذلك لان معنى الكلام الخبر، كأنه قيل: أعلم يا محمد أن الله ينزل من السماء ماء فتصبح الأرض ونظير ذلك قول الشاعر:
ألم تسأل الربع القديم فينطق * وهل تخبرنك اليوم بيداء سملق لان معناه: قد سألته فنطق. القول في تأويل قوله تعالى:
* (له ما في السماوات وما في الأرض وإن الله لهو الغني الحميد) *.
يقول تعالى ذكره: له ملك ما في السماوات وما في الأرض من شئ هم عبيده ومماليكه وخلقه، لا شريك له في ذلك ولا في شئ منه، وإن الله هو الغني عن كل ما في السماوات وما في الأرض من خلقه وهم المحتاجون إليه، الحميد عند عباده في إفضاله عليهم وأياديه عندهم. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم) *.
يقول تعالى ذكره: ألم تر أن الله سخر لكم أيها الناس ما في الأرض من الدواب والبهائم، فذلك كله لكم تصرفونه فيما أردتم من حوائجكم. والفلك تجري في البحر بأمره يقول: وسخر لكم السفن تجري في البحر بأمره، يعني بقدرته، وتذليله إياها لكم كذلك.
واختلفت القراء في قراءة قوله: والفلك تجري فقرأته عامة قراء الأمصار:
والفلك نصبا، بمعنى سخر لكم ما في الأرض، والفلك عطفا على ما، وعلى تكرير أن وأن الفلك تجري. وروي عن الأعرج أنه قرأ ذلك رفعا على الابتداء. والنصب هو القراءة عندنا في ذلك لاجماع الحجة من القراء عليه. ويمسك السماء أن تقع على