وقوله: وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها يقول: وإن كان الذي له من عمل الحسنات أو عليه من السيئات وزن حبة من خردل أتينا بها يقول: جئنا بها فأحضرناها إياه. كما:
حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها قال: كتبناها وأحصيناها له وعليه.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله:
وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها قال: يؤتي بها لك وعليك، ثم يعفو إن شاء أو يأخذ، ويجزي بما عمل له من طاعة.
وكان مجاهد يقول في ذلك ما:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها قال: جازينا بها.
حدثنا عمرو بن عبد الحميد، قال: ثنا سفيان، عن ليث، عن مجاهد أنه كان يقول: وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها قال: جازينا بها.
وقال: أتينا بها فأخرج قوله بها مخرج كناية المؤنث، وإن كان الذي تقدم ذلك قوله مثقال حبة، لأنه عني بقوله بها الحبة دون المثقال، ولو عني به المثقال لقيل به. وقد ذكر أن مجاهدا إنما تأول قوله: أتينا بها على ما ذكرنا عنه، لأنه كان يقرأ ذلك: آتينا بها بمد الألف. وقوله: وكفى بنا حاسبين يقول: وحسب من شهد ذلك الموقف بنا حاسبين، لأنه لا أحد أعلم بأعمالهم ومسلف في الدنا من صالح أو سيئ منا. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياءا وذكرا للمتقين) *.
يقول تعالى ذكره: ولقد آتينا موسى بن عمران وأخاه هارون الفرقان، يعني به الكتاب الذي يفرق بين الحق والباطل. وذلك هو التوراة في قول بعضهم ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني