يقول تعالى ذكره: وما خلقنا الماء والأرض وما بينهما إلا حجة عليكم أيها الناس، ولتعتبروا بذلك كله، فتعلموا أن الذي دبره وخلقه لا يشبهه شئ، وأنه لا تكون الألوهة إلا له، ولا تصلح العبادة لشئ غيره، ولم يخلق ذلك عبثا ولعبا. كما:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين يقول: ما خلقناهما عبثا ولا باطلا. القول في تأويل قوله تعالى:
* (لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين) *.
يقول تعالى ذكره: لو أردنا أن نتخذ زوجة وولدا لاتخذنا ذلك من عندنا، ولكنا لا نفعل ذلك، ولا يصلح لنا فعله ولا ينبغي لأنه لا ينبغي أن يكون لله ولد ولا صاحبة.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن سليمان بن عبيد الله الغيداني، قال: ثنا أبو قتيبة، قال: ثنا سلام بن مسكين، قال:
ثنا عقبة بن أبي حمزة، قال: شهدت الحسن بمكة، قال:
وجاءه طاوس وعطاء ومجاهد، فسألوه عن قول الله تبارك وتعالى: لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه قال الحسن: اللهو: المرأة.
حدثني سعيد بن عمرو السكوني، قال: ثنا بقية بن الوليد، عن علي بن هارون، عن محمد، عن ليث، عن مجاهد في قوله: لو أردنا أن نتخذ لهوا قال:
زوجة.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: لو أردنا أن نتخذ لهوا... الآية، أي أن ذلك لا يكون ولا ينبغي. واللهو بلغة أهل اليمن: المرأة.
حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة:
لو أردنا أن نتخذ لهوا قال: اللهو في بعض لغة أهل اليمن: المرأة. لاتخذناه من لدنا.
وقوله: إن كنا فاعلين.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قوله:
إن كنا فاعلين يقول: ما كنا فاعلين.