والأرض بالحق، وخلق القلم فكتب به ما هو كائن من خلقه، ثم إن ذلك الكتاب سبح الله ومجده ألف عام، قبل أن يبدأ شيئا من الخلق.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن سيار، عن ابن عباس، أنه سأل كعب الأحبار عن أم الكتاب، فقال: علم الله ما هو خالق وما خلقه عاملون، فقال لعلمه: كن كتابا.
وكان ابن جريج يقول في قوله: إن ذلك في كتاب ما:
حدثنا به القاسم، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج: إن ذلك في كتاب قال: قوله: الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون.
وإنما اخترنا القول الذي قلنا في ذلك، لان قوله: إن ذلك إلى قوله: ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض أقرب منه إلى قوله: الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون، فكان إلحاق ذلك بما هو أقرب إليه أولى منه بما بعد.
وقوله: إن ذلك على الله يسير اختلف في ذلك، فقال بعضهم: معناه: إن الحكم بين المختلفين في الدنيا يوم القيامة على الله يسير. ذكر من قال ذلك:
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج:
إن ذلك على الله يسير قال: حكمه يوم القيامة، ثم قال بين ذلك: ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أن كتاب القلم الذي أمره الله أن يكتب في اللوح المحفوظ ما هو كائن على الله يسير يعني هين. وهذا القول الثاني أولى بتأويل ذلك، وذلك أن قوله: إن ذلك على الله يسير... إلى قوله: ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض بينهما فإلحاقه بما هو أقرب أولى ما وجد للكلام، وهو كذلك مخرج في التأويل صحيح. القول في تأويل قوله تعالى:
* (ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا وما ليس لهم به علم وما للظالمين من نصير) *.
يقول تعالى ذكره: ويعبد هؤلاء المشركون بالله من دونه ما لم ينزل به جل ثناؤه لهم