حدثني إسحاق بن شاهين، قال: ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن المسعودي، عن رجل يقال له سعيد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قول الله في كتابه: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين قال: من آمن بالله واليوم الآخر كتب له الرحمة في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن بالله ورسوله عوفي مما أصاب الأمم من الخسف والقذف.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا عيسى بن يونس، عن المسعودي، عن أبي سعيد، عن سعيد جبير، عن ابن عباس، في قوله: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين قال: تمت الرحمة لمن آمن به في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن به عوفي مما أصاب الأمم قبل.
وقال آخرون: بل أريد بها أهل الايمان دون أهل الكفر. ذكر من قال ذلك:
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين قال: العالمون: من آمن به وصدقه. قال: وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين قال: فهو لهؤلاء فتنة ولهؤلاء رحمة، وقد جاء الامر مجملا رحمة للعالمين. والعالمون ههنا: من آمن به وصدقه وأطاعه.
وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي روي عن ابن عباس، وهو أن الله أرسل نبيه محمدا (ص) رحمة لجميع العالم، مؤمنهم وكافرهم. فأما مؤمنهم فإن الله هداه به، وأدخله بالايمان به وبالعمل بما جاء من عند الله الجنة. وأما كافرهم فإنه دفع به عنه عاجل البلاء الذي كان ينزل بالأمم المكذبة رسلها من قبله. القول في تأويل قوله تعالى:
* (قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): قل يا محمد: ما يوحي إلي ربي إلا أنه لا إله لكم يجوز أن يعبد إلا إله واحد لا تصلح العبادة إلا له ولا ينبغي ذلك لغيره. فهل أنتم